ووفقك وأعانك، وغفر ذنبك ورفع ذكرك، اعلم يا أخي أن القوم سيشغلهم عني (ما يريدون من عرض الدنيا وهم عليه قادرون، فلا يشغلك عني (1)) (2) ما يشغلهم، فإنما مثلك في الأمة مثل الكعبة؛ نصبها الله للناس علما، وإنما تؤتى- من (3) كل فج عميق (ونأي سحيق- ولا تأتي) (4)، وإنما أنت علم الهدى، ونور الدين، وهو نور الله.
يا أخي، والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد، وبعد أن أخبرتهم (5) رجلا رجلا بما (6) افترض الله عليهم (7) من حقك وألزمهم من طاعتك، وكل أجاب وسلم إليك الأمر، وإني لأعلم خلاف قولهم (8)، فإذا قبضت (9)، وفرغت من جميع ما أوصيتك (10) به، وغيبتني في قبري، فالزم بيتك واجمع القرآن على تأليفه، والفرائض والأحكام على تنزيله، ثم أمض ذلك على عزائمه (11) على ما أمرتك به، وعليك بالصبر على ما ينزل بك وبها حتى تقدموا علي (12).
صفحة ١٦٢