قال: نعم.
فقال (1) له: فبأمر من الله (2) أوصيت أم بأمرك؟
قال له: اجلس يا عمر، أوصيت بأمر الله، وأمره طاعته (3)، وأوصيت بأمري، وأمري طاعة الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى وصيي فقد عصاني، ومن أطاع وصيي فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ألا ما تريد يا عمر أنت وصاحبك؟!
ثم التفت إلى الناس وهو مغضب، فقال: أيها الناس (4)، اسمعوا وصيتي، من آمن بي وصدقني بالنبوة، وأني (5) رسول الله، فأوصيه (6) بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وطاعته والتصديق له، فإن ولايته ولايتي وولاية ربي (7)، قد أبلغتكم، فليبلغ شاهدكم غائبكم (8)، أن علي بن أبي طالب هو العلم، فمن قصر دون العلم فقد ضل، ومن تقدمه (9) تقدم إلى النار، ومن تأخر عن العلم يمينا (10) هلك، ومن أخذ يسارا غوى، وما توفيقي إلا بالله، فهل سمعتم؟
قالوا: نعم.
صفحة ١٤٨