عند تكريت، وأما الهرماس فيمر بعد خروج نهر الثرثار منه ويصب في الخابور قبل وصوله إلى قرقيسيا ويصير الهرماس والخابور نهرا واحدا ويصبان في الفرات عند قرقيسيا
ويحمل من الفرات عدة أنهار
فمنها: نهر عيسى:
ومخرجه من الفرات عند طول، ثمان وستين وعرض اثنتين وثلاثين وذلك- أعني مخرجه من قبالة الكوفة- من موضع يقال له: دهما وقيل: مخرجه من قرب الأنبار تحت قنطرة دهما [وأخبر سليمان بن مهنا أن مخرج نهر عيسى تحت الأنبار بالقرب منها عند ضيعة يقال لها: الفلوجة، قال:
وفي أيام نقص الفرات ينقطع جريان نهر عيسى وتسقى البساتين التي عليه بالدواليب من مستنقعات تبقى في النهر المذكور] ويسير إلى بغداد فإذا وصل إلى المحول تفرع منه عدة أنهر ويصب في جوف الجانب الغربي من بغداد في دجلة ونسبته إلى عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس وهو عم المنصور.
ومنها: نهر صرصر
ومخرجه من الفرات تحت مخرج نهر عيسى ويسير في سواد العراق الذي بين بغداد والكوفة حتى يصل إلى صرصر ويسقي ما عليه من البلاد ويصب في دجلة بين بغداد والمدائن.
ومنها: نهر الملك
ومخرجه تحت نهر صرصر ويسقى ما عليه من سواد العراق ويصب في دجلة تحت المدائن.
ومنها: نهر كوثي
ومخرجه من تحت نهر الملك وكذلك يسقي سواد العراق ويصب في دجلة تحت مصب نهر الملك وإذا جاوزت الفرات نهر كوثي بستة فراسخ انقسمت قسمين ومر أحدهما وهو الجنوبي إلى الكوفة ويتجاوزها ويصب في البطائح ويمر الآخر وهو أعظمها بإزاء قصر ابن هبيرة عند طول:
سبعين ونصف وعرض: اثنتين وثلاثين وخمس وأربعين دقيقة، ويعرف هذا القسم الأعظم الثاني بنهر سورا ويتجاوز قصر ابن هبيرة ويسير جنوبا إلى مدينة
صفحة ٥٧