مالحة ووسطها عميق ودورها فوق مسيرة أربعة أيام وعلى جوانبها خلاط وأرجيش وغيرهما ويصاد منها السمك المعروف بالطريخ ويحمل إلى الآفاق، وتهيج في الريح ويقوى موجها، وإذا هاجت وصلت روائحها إلى خلاط وغيرها من المدن التي حولها؛ فيعلمون بتموجها وتمتلئ من أنهار تقلب إليها من غالب جوانبها، وغالب جوانبها ليس فيه قصب.
بحيرة تلا:
وهي بحيرة أرمية والبحيرة المذكورة بين مراغة وبين سلماس في غربي مراغة وشرقي سلماس، ومراغة غربي تبريز على سبعة عشر فرسخا، وبين طرف البحيرة الشرقي الشمالي وبين مراغة مرحلة، وامتداد هذه البحيرة من الغرب إلى الشرق بانحراف إلى الجنوب نحو مائة وثلاثين ميلا وعرضها نحو نصف ذلك وفي وسطها جزيرة فيها قلعة تسمى قلعة تلا على جبل منقطع في هذه الجزيرة وكان هلاوون قد جعل أمواله فيها؛ لحصانتها وقيل: إنه مدفون بها وكان لا يزال عنده مقدم ألف يقيم سنة لحفظ الموضع، ثم يدخل مقدم آخر ويقيم سنة وعلى ذلك وليس بتلك الجزيرة مزدرع ولا منتفع به وهي صغيرة، والجبل الذي عليه القلعة مرتفع فيها، ودور هذه البحيرة عدة أيام بعضهم قال:
ستة أيام، وبعضهم قال: أكثر وأقل قال في المشترك، ويقال لها: بحيرة أرمية.
وأرمية مدينة على القرب من البحيرة المذكورة وأرمية من أذربيجان وطول هذه البحيرة مسيرة ثلاثة أيام للراكب في مثله وفي وسطها جزائر وماؤها مالح منتن ردئ وقال ابن حوقل: وبحيرة أرمية ماؤها ملح وبين هذه البحيرة وبين مراغة ثلاثة فراسخ وطول هذه البحيرة نحو أربعة أيام.
صفحة ٤٦