ذكر طبرستان ومازندران وقوميس
وطبرستان شرقي كيلان، وإنما سميت بطبرستان لأن طبر بالفارسية الفأس وهي من كثرة اشتباك أشجارها لا يسلك فيها الجيش إلا بعد أن يقطع بالطبر الأشجار من بين أيديهم، واستان الناحية بالفارسية فسميت طبرستان أي ناحية الطبر لما فرغ من بلاد الديلم انتقل إلى ذكر طبرستان، وطبرستان في جهة الشرق عن بلاد الديلم وكيلان ومما يقارب الديلم ناحية قومس ووسطها حيث الطول عح به والعرض لوكه، قال في اللباب: بضم القاف وسكون الواو وفتح الميم وفي آخرها سين مهملة قال: وقومس يقال لها بالفارسية كومش وهي من بسطام إلى سمنان وهما أيضا من قومس وقال في المشترك:
قوس بين خراسان وبين الجبال أوله من ناحية المغرب سمنان وقصبته الدامغان ومن كتاب أحمد الكاتب، قال: وقومس بلد واسع جليل القدر واسم مدينته الدامغان وهي أول مدن خراسان قال في المشترك: وقومس صقع كبير فيه بلاد كثيرة وقرى وهو بين خراسان وبلاد الجبل أعني عراق العجم ومن مدنه بسطام وبيار قال ابن حوقل: وطبرستان بلاد كثيرة المياه والأشجار والغالب عليها الغياض وأبنيتها بالخشب والقصب وهي بلاد كثيرة الأمطار ويرتفع منها أبريسم يعم الآفاق وغالب خبزهم الأرز قال المهلبي: وطبرستان في نهاية المنعة والحصانة بالجبال المنيعة بها من كل جانب وفي وسط الجبال الأراضي السهلة، وفيها من كثرة المياه والغياض ما لا يشابهها فيه بلد آخر، وهي بلاد كثيرة الحرير وخبزهم الأرز، قال: وطبرستان عن قزوين في الشرق بانحراف إلى الشمال، قال ابن حوقل: وليس بجميع طبرستان نهر يجري فيه السفن إلا أن البحر قريب منهم على أقل من يوم، وبجميع طبرستان الماء والغياض إلا ما كان من المواضع المستعلية في الجبال فإنها أيبس. ومقتضى كلام ابن حوقل أن بين آمل وسارية مرحلتين، ومن سارية إلى استراباذ نحو أربع مراحل، ومن استراباذ إلى جرجان نحو مرحلتين، ومن آمل إلى مامطير مرحلة، ومن مامطير إلى سارية مرحلة، ومن آمل إلى عين الهم مرحلة، ومن جرجان إلى بسطام مرحلتان.
صفحة ٤٩٣