ثم يأخذ البحر المذكور جنوبا ومغربا إلى الكفا وهي فرضة على الساحل الغربي تقابل أطرابزون المقدم ذكرها، ثم يمتد كذلك جنوبا ومغربا إلى صوداق، حيث الطول: ست وخمسون درجة والعرض: إحدى وخمسون درجة، ثم يأخذ البحر من صوادق في الانضمام جنوبا ويعطف مشرقا حتى يكون للبر دخلة في البحر وهناك مدينة صاروكرمان المقابلة لسنوب المقدم ذكرها.
ثم من صار وكرمان يأخذ البحر في الاتساع مغربا بميلة إلى الجنوب، ويمتد كذلك على مدينة يقال لها: أقجا كرمان، ثم أخذ جنوبا إلى مدينة يقال لها: صقجي وهناك مصب نهر طنا النهر العظيم المشهور، ثم يأخذ البحر بعد أن يتجاوز صقجي في التضايق ويأخذ شرقا وجنوبا، حتى ينتهي إلى فم القسطنطيني، ثم يأخذ جنوبا ويتقارب البران.
ويمتد كذلك إلى قبالة كربي المقدم ذكرها، ثم يجري البحر في الخليج القسطنطيني جريانا حادا يعسر على المراكب الطلوع فيه إلا بريح طيبة ويمتد كذلك إلى القسطنطينية، حيث الطول: تسع وأربعون درجة وخمسون دقيقة، والعرض: خمس وأربعون درجة، ويصير الخليج عند القسطنطينية وتحتها ضيقا يرى الإنسان صاحبه من البر الآخر.
ويمر الخليج كذلك جنوبا حتى يصب في بحر الروم في غربي مدينة على فمه يقال لها: أبزو وهي بطول القسطنطينية تسع وأربعون درجة وخمسون دقيقة؛ ولكنها أقل عرضا من القسطنطينية؛ لأنها في الجنوب عنها وقد انتهينا في وصف بحر نيطش المذكور إلى قبالة الموضع الذي ابتدأنا منه ونيطش: بكسر النون وسكون المثناة من تحتها وطاء مهملة مكسورة وشين معجمة، وهو اسم هذا البحر في الكتب القديمة ويسمى أيضا البحر الأرمني والله أعلم.
صفحة ٣٧