متصلة بالبر، وباقي ثلث جهاته يحيط بها البحر، وبحر القلزم المذكور إذا تجاوز القصير اتسع إلى جهتي الجنوب والشرق حتى يكون اتساعه سبعين ميلا، وتسمى تلك القطعة المتسعة بركة غرندل بضم الغين المعجمة والراء المهملة وسكون النون ثم دال ولام.
ذكر الخليج البربري:
هو خليج ينبعث من بحر الهند في جنوبي جبل المندب وجنوبي بلاد الحبشة، ويأخذ مغربا حتى يتصل ببربرا من بلاد الزنج حيث الطول ثمان وستون والعرض ست ونصف، وفي القانون عرض بربرا اثنتا عشرة درجة، وطول هذا البحر من الشرق إلى الغرب نحو خمس مائة ميل، ويحكى عن أمواج هذا الخليج البربري شيء عظيم.
قال الشريف الإدريسي: إن الموج يصير فيه كالجبال الشواهق وموجه لا ينكسر، قال: وإنما يركب فيه إلى جزيرة قنبلو: وهي جزيرة في البحر المذكور للزنج، وفيها مسلمون.
ذكر بحر أوقيانوس:
وهو قطعة من البحر المحيط الغربي قد طردت بلاد المغرب الأقصى عن ابتداء الأطوال إلى جهة الشرق، ويبتدئ هذا البحر من طرف خط الاستواء الغربي، وهو الموضع الذي يؤخذ منه ومما هو في سمته أطوال الأماكن، فيبتدئ هذا البحر من حيث لا عرض، ويأخذ مشرقا إلى طول درجة واحدة، ثم يمتد شمالا وشرقا إلى طول عشر درجات وعرض ست عشرة، ثم يعطف شمالا ومغربا فينقص طوله حتى ينتهي إلى طول سبع درجات والعرض خمس وثلاثون درجة، وذلك عند طنجة، ثم يمتد على غربي ساحل الأندلس، ويتجاوز الأندلس ويستدير على شمالي رومية، ويمتد كذلك شمالا إلى عرض إحدى وستين وطول ثلاثة وأربعين، ويمتد حتى يصير في الجانب الشمالي عن الأرض حيث العرض إحدى وسبعون درجة، ويخرج من هذا البحر المذكور عدة أبحر منها: بحر الروم، وبحر برديل، وبحر ورنك، على
صفحة ٢٩