الأوصاف والأخبار العامة جيان: في نهاية من المنعة والحصانة، وجيان عن قرطبة في الشرق وبينهما خمسة أيام، وبلاد جيان جمعت كثرة العيون والثمار مع طيبة الأرض وبها الحرير الكثير، وجيان من أعظم الأندلس وأكثرها خصبا وحصانة ولم يقدر النصارى عليها إلا بعد حصار طويل فسلمها إليهم ابن الأحمر صاحب غرناطة، وكان من أعمال جيان مدينة قيجاظة، وهي مدينة نزهة كثيرة الخصب أخذها النصارى بالسيف، ومن أعمال جيان مدينة بياسة وهي كثيرة الزعفران، ومن أعمال جيان معقل شقورة وجبل سمنتان وهو جبل فيه حصون وقرى كثيرة، ومن أعمال جيان مدينة أبدة وهي مجاورة لبياسة ومن أعمال جيان مدينة بسطة وحصن برشانة.
غرناطة: في نهاية من الحصانة ومملكتها في الجنوب والشرق عن مملكة قرطبة، وبينها وبين قرطبة نحو خمسة أيام، وغرناطة في نهاية النزاهة وتشبه دمشق وتفضل عليها بأن مدينتها مشرفة على غوطتها، وهي مكشوفة من الشمال ويصب أنهارها من جبل الثلج الذي هو من جنوبيها، وتنخرق فيها الأنهر وعليها الأرحى داخل المدينة، ولها قلعة عالية شديدة الامتناع ولها أشجار وثمار ومياه مسيرة يومين تقع تحت مرأى العين لا يحجبها شيء ونهرها الكبير يقال له شنيل، ومن أعمال غرناطة حصن شلوبينية وهو من حصون غرناطة البحرية على بحر الزقاق ومنه أبو علي عمر بن محمد الشلوبيني إمام نحاة المغرب، أقول: وقد غلط من قال أن الشلوبيني هو الأشقر بلغة أهل الأندلس، ومن أعمال غرناطة بلدة باغة وهي غزيرة المياه ولمائها خاصية أنه ينعقد حجرا وبها الزعفران والعنب الكثير، ومن أعمال غرناطة القلعة السعدية وفيها ألف الحجاري كتاب المشهب لصاحبها عبد الملك، وهي رباط جهاد.
صفحة ٢٠١