التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
وحكم في ختام الآية أن الذين يقيمون هذه الأعمال هم الصادقون الداخلون في المتقين.
ثالثًا: الموضع الثالث في سورة آل عمران:
والموضع الثالث الذي تحدث فيه ربنا عن المتقين في سورة آل عمران، فقد أمرنا ربُّنا ﵎ في ذلك الموضع بأن نسارع إلى مغفرة من ربنا، وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّنْ رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣]، ثم عرَّفنا بالمتقين ببيان الأعمال التي يقومون بها، فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران ١٣٤ - ١٣٥].
وذكر الله تعالى في هذه الآيات أن أعمال المتقين أربعة، الأول: إنفاقهم المال في السراء والضراء، وهذا عمل مالي من أعمال الظاهر، والثاني والثالث عملان أخلاقيان، وهما كظم الغيب والعفو عن الناس، الرابع: أنهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم استغفروا لذنوبهم.
ويظهر من هذا العرض الذي قدمناه أنا التقوى شاملة لمخافة الله التي تدفع صاحبها للقيام بكل الأعمال الصالحة التي أمر الله ﵎ بها، وترك الأعمال السيئة التي نهى الله عنها.
1 / 18