التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

عمر سليمان الأشقر ت. 1433 هجري
13

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

الناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

الأردن

تصانيف

على الإثم والعدوان وأمر بتقوى الله فقال: ﴿وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ [المائدة: ٢] وأمرنا الله أن نقول القول السديد، وأمرنا قبل ذلك بالتقوى، فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠)﴾ [الأحزاب: ٧٠]. المطلب السادس تعريف القرآن العظيم بالمتقين تحدث القرآن طويلًا عن المتقين، فأخبر عن صفاتهم وأعمالهم، وطريقهم، ومصيرهم، ما أعدَّ لهم في جنات النعيم. وسأكتفي بالحديث عن ثلاثة نصوص قرآنية تحدث الله فيها عن المتقين. أولًا: حديث الله تعالى عن المتقين في مطلع سورة البقرة: الموضع الأول الذي تحدث الله فيه عن المتقين مطلع سورة البقرة، قال تعالى: ﴿آلم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ [البقرة: ١ - ٤] وبعد أن عرَّف الله تعالى بهم، حكم عليهم بأنهم على هدى من ربهم، وأنهم هم المفلحون ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّنْ رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: ٥]. وقد أخبرنا ربنا في الآيات السابقة أن الكتاب الذي أنزله هدى للمتقين، لأنهم هم الذين ينتفعون بهداه دون بقية الخلق، وأخبرنا أن المتقين هم الذين يؤمنون بالغيب، والإيمان من عمل القلب، ويقيمون الصلاة، وينفقون مما رزقهم ربُّهم، وهذان من الأعمال الظاهرة، ويؤمنون بما أنزل الله إلى رسوله

1 / 16