التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

عمر سليمان الأشقر ت. 1433 هجري
128

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

الناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

الأردن

تصانيف

٤ - إغلاظ أبي ذر القول لامرأتين: قال: بينما أهل مكة في ليلة قمراء - أي مضيئةٍ - إضحيانٍ (١) وضرب الله على أصمخة أهل مكة (٢) وما يطوف بالبيت غير امرأتين فأتتا عليّ وهما تدعوان إسافًا ونائلة (٣)، فقلت: أنكحوا أحدهما الآخر، قال: فما ثناهما ذلك، قال: فأتتا عليّ فقلت: هن مثل الخشبة غير أني لم أكن، فانطلقتا تولولان وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا، قال: فاستقبلهما رسول الله ﷺ وأبو بكر، وهما هابطان من الجبل فقالا: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، قالا: فما قال لكما؟ قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم. ٥ - مقابلة أبي ذر للرسول ﷺ وأبي بكر: قال: فجاء رسول الله ﷺ هو وصاحبه حتى استلم الحجر، فطاف بالبيت، ثم صلى ركعتين، قال: فأتيته فكنت أول من حيّاه بتحية الإسلام، فقال: «وعليك السلام ورحمة الله (٤) ممن أنت؟» قال: قلت: من غفار، قال: فأهوى بيده، فوضعها على جبهته. قال: فقلت في نفسي: كره أن انتميت إلى غفار، قال: فأردت أن آخذ بيده، فقد عني صاحبه (٥) وكان أعلم به مني، قال: «متى أنت هاهنا؟» قال: قلت: كنت هاهنا منذ ثلاثين من بين يوم وليلة. قال: فمن كان يطعمك؟ قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع، فقال رسول الله ﷺ: «إنها مباركة، إنها طعامٌ طعم» (٦).

(١) ليلة إضحيانٌ: مضيئة مقمرة. ويقال أيضًا: إضحيانة. (٢) أي أنامهم. والأصمخة: جمع صماخ وهو ثقب الأذن. (٣) إساف ونائلة: صنمان كانا منصوبين عند الكعبة. (٤) في صحيح مسلم: وعليك ورحمة الله. (٥) قدعه: كفه. (٦) أي أنها تشبع شاربها كما يشبعه الطعام.

1 / 141