التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
المطلب الحادي عشر إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا
أخبرنا ربنا ﷿ أننا إذا اتقيناه فإنه يجعل لنا فرقانًا، نفرق به بين الخير والشر، والحق والباطل، والهدى والضلال، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال: ٢٩]. ويصبح العبد بهذا الفرقان كالبصير، ويكون الذي حرم التقوى وضلَّ عنها كالأعمى، فالبصير يبصر ما حوله، ويشقُّ طريقه إلى مراده، ويسير على هدى، بينما الذي حرم التقوى لا يستطيع أن يعرف الخير والصواب، ولا يستطيع أن يحققه.
المطلب الثاني عشر يجعل الله للمتقين من كل ضيق فرجا
أخبرنا ربنا ﵎ أنه من يتقيه فإنه يجعل له من كل ضيق مخرجًا ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق: ٢] ويجعل له من أمره يسرًا ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: ٤].
وقد عرَّفنا ربنا ﷿ بما تحقق للمؤمنين بتقاهم، ففي معركة بدر نصر الله المتقين وهم أذلة ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [آل عمران: ١٢٣].
وأخبرنا ربنا كيف أنزل عليهم ملائكته، فقال: ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا
1 / 103