التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
القبول؟ وإلا كان هباءً منثورًا، وقد علمنا أن الله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين، فرجع الأمر كله إلى التقوى" [بصائر ذوي التمييز: ٥/ ٢٦٠].
المطلب الخامس لا يقبل الله الأعمال إلا من المتقين
سبق أن بيّنت أن الله تعالى أخبرنا أن ابني آدم لصلبه قدَّم كلُّ واحد منهما قربانًا لربه، فتقبل الله قربان أحدهما دون الآخر، فتهدد الولد الذي لم يتقبل الله قربانه أخاه بالقتل، فقال الذي تقبل الله قربانه: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: ٢٧]. و﴿إِنَّمَا﴾ تفيد الحصر، والمعنى: أن الله يقبل من المتقين دون غيرهم.
وهذا يدلُّ على أن الولد الذي لم يقبل الله قربانه، لم يكن متقيًا لله فيما قدَّمه من قربان.
والذي عليه أهل السنّة والجماعة أن المؤمن إذا كان متقيًا لله في عمله الذي تقرب به، فإنه مقبول، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وإن، كان عاصيًا في غيره، كأن يكون زانيًا أو سارقًا أو قاطعًا رحمه.
وخالف في ذلك الخوارج، فذهبوا إلى أن مرتكب الكبيرة كافر، إلا أن يتوب، فلا يقبل الله صلاة الزاني ولا صيامه ولا زكاته، ولم يحكم عليه المعتزلة بالكفر، بل هو في منزلة بين المنزلتين، أي: بين الكفر والإيمان، ولكنه في الآخرة من الخالدين في النار.
والذي عليه أهل السنّة والجماعة أ، العمل حتى يقبل يحتاج إلى شرطين:
الأول: أن يكون مشروعًا، فإن تقرب العبد إلى ربه بعمل غير مشروع فال يقبل، والعمل المشروع كالصلوات المفروضة، والسنن التي تصحب الصلاة
1 / 92