التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الأردن
تصانيف
عبد الله بن عامر؟ قلت: نعم. قال: فإنه كان يتقرأ معي ويلزمني، ثم طلب الإمارة. فإذا قدمت البصرة فترايا (١) له، فإنه سيقول: لك حاجة؟ فقل له: أخلني، فقل له: أنا رسول أبي ذر إليك، وهو يقرئك السلام، ويقول لك: إنا نأكل من التمر، ونشرب من الماء، ونعيش كما تعيش.
فلما قدمت تراءيت له فقال: ألك حاجة؟ فقلت: أخلني أصلحك الله، فقلت: أنا رسول أبي ذر إليك، فلما قلتها خشع لها قلبه، وهو يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إنا نأكل من التمر، ونشرب من الماء، ونعيش كما تعيش. قال: فحلل إزاره ثم أدخل رأسه في جيبه، ثم بكى حتى ملأ جيبه بالبكاء.
١٠ - أبو ذر العابد الزاهد: عن أبي بكر بن المنكدر قال: بعث حبيب بن مسلمة وهو أمير بالشام إلى أبي ذر بثلاث مائة دينار، وقال: استعن بها على حاجتك، فقال أبو ذر: ارجع بها إليه، أوما وجد أحدًا أغرّ بالله ﷿ منا؟ ما لنا إلا ظلٌّ نتوارى به، وثلّة من غنم تروح علينا، ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها، ثم إني لأتخوف الفضل.
وعن جعفر بن سليمان قال: دخل رجل على أبي ذر فجعل يقلّب بصره في بيته فقال: يا أبا ذر أين متاعكم؟ قال: لنا بيت نوجه إليه صالح متاعنا. قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا، قال: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر قال: والله لو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم، ولا تقاررتم على فرشكم، والله لوددت أن الله ﷿ خلقني يوم خلقني شجرةً تعضد ويؤكل ثمرها.
(١) أي: تراءى له، أي: تصدى له ليراك.
1 / 144