210

التقريب والإرشاد (الصغير)

محقق

د. عبد الحميد بن علي أبو زنيد

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

باب
ذكر جملة ما يحتاج إليه النظر
الذي هو طريق إلى العلم بالمنظور فيه
اعلموا أن النظر لا يكون طريقا للعلم حتى يكون صحيحا، ولا يكون كذلك حتى يكون واقعا على وجهين يحتاج إليهما:
أحدهما يرجع إلى النظر نفسه، والآخر يرجع إلى صفة فاعلة.
والذي يرجع إليه: أن يكون نظرا في دليل ليس بشبهة ⦗٢١⦘ وأن يكون نظرا في حكم وأمر غير معلوم للناظر بضرورة أو دليل، لأن ما حصل معلوما من أحد الوجهين لم يصح طلب العلم به وإن ساغ أن ينظر في طرق الأدلة عليه، وهل هي أدلة عليه أم لا؟ وليس ذلك من طلب العلم بالمدلول عليه في شيء.
وأما ما يرجع إلى فاعل النظر فأمران:
أحدهما: أن يكون كامل العقل، وقد بينا ما هو العقل وكماله من

1 / 217