المقدمة
وفيها مبحثان
المبحث الأول
الحالة السياسية في القرن الرابع الهجري
عاش أبو بكر الباقلاني في المشرق الإسلامي متنقلًا بين البصرة وبغداد شيراز وغيرها في القرن الرابع الهجري، في وقت انقسمت فيه الدولة الإسلامية إلى دويلات بعد أن ضعفت سلطة الخليفة العباسي، بل تلاشت، ولم يبق له إلا ذكر اسمه في الخطبة ونقش اسمه على العملة.
لقد كان من أقوى الدويلات في المشرق دولة بني بويه، التي تأسست سنة ٣٢٢ هـ على يد أبي شجاع بويه، الذي كان من سكان جبال الدلم جنوب غرب بحر قزوين. وهو من أصل فارسي لا يحسن العربية. دخل في خدمة السامانيين أولًا، ثم انضم إلى خدمة مرادويج مؤسس دولة بنى زيار سنة ٣١٨ هـ. وفي سنة ٣٢٠ هـ عين مردوايج ولد بويه الأكبر "عليا" ومالوا إليه، ثم بدأ في تحقيق أطماعه، فاحتل أصبهان سنة ٣٢١ هـ، ثم كرمان والأهواز والري وهمذان وشيراز سنة ٣٢٢ هـ وما بعدها بمساعدة أخويه حسن وأحمد. ثم أعلن أولاد بويه استقلالهم عن الخليفة العباسي، فاضطر للاعتراف بهم أنهم نوابه.
اتخذ علي بن بويه شيراز مركزًا لدولته إلى أن توفي سنة ٣٣٨ هـ. فتولى الحكم أخوه حسن الذي نقل دولته للري. وبقيت الري مركزًا لدولته إلى أن توفى سنة ٣٦٦ هـ.
1 / 11