تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة
محقق
عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق الغماري
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٩٩ هجري
مكان النشر
بيروت
(٢٢) [حَدِيثٌ] . " إِذَا رَأَيْتُمْ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَاكْفَهِرُّوا فِي وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ كُلَّ مُبْتَدِعٍ لَا يَجُوزُ أَحَدٌ مِنْهُمُ الصِّرَاطُ، وَلَكِنْ يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ مِثْلُ الْجَرَادِ وَالذِّبَّانِ ". (كرّ) مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بن هدبة.
(٢٣) [حَدِيثُ] . " ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوه وَتسود وُجُوه﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ، أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَهْلُ الأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ ". (قطّ) وَقَالَ مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ على أبي النَّضر أَحْمد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ (خطّ)، فِي الروَاة عَن مَالك من طَرِيق أبي النَّضر. أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْقَيْسِي، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فَيحْتَمل أَن يكون هُوَ الأول نسب إِلَى جده، وَيحْتَمل أَن يكون آخر.
(٢٤) [حَدِيثٌ]: " مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ الْعِبَادَ إِلَى مَا هُمْ صَائِرُونَ فَقَدْ أَخْرَجَ اللَّهَ مِنْ مُلْكِهِ " (مي) من حَدِيث عبد الله عَمْرو. قلت بيض لَهُ السُّيُوطِيّ، وَفِيه عِيسَى بن شُعَيْب، فَإِن يكن هُوَ الْبَصْرِيّ فقد قَالَ فِيهِ ابْن حبَان فحش خَطؤُهُ فَاسْتحقَّ التّرْك، وَنقل البُخَارِيّ عَن الفلاس أَنه قَالَ فِيهِ صَدُوق، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: صَدُوق لَهُ أَوْهَام، فَهُوَ لَا يحْتَمل أَن يكون حَدِيثه مَوْضُوعا، فَينْظر حَال أبي نصر بن سمير شيخ وَالِد صَاحب الفردوس، وَالله أعلم.
(٢٥) [حَدِيثٌ] " إِذَا مَاتَ مُبْتَدِعٌ فَإِنَّهُ قَدْ فُتِحَ عَلَى الإِسْلامِ فَتْحٌ ". (خطّ) من حَدِيث أنس، وَقَالَ: الْإِسْنَاد صَحِيح والمتن مُنكر. قَالَ وَقد كنت أَظن أَحْمد بن روح تفرد بروايته حَتَّى وجدت لَهُ مُتَابعًا، فَذكره بِسَنَد فِيهِ مُحَمَّد بن السّري التمار، وَكَانَ كَمَا قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان مختلطا. وَأخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات، وَقَالَ مدَار الطَّرِيقَيْنِ على عمرَان الْقطَّان، قَالَ يحيى لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف الحَدِيث. وَأما عَمْرو بن مَرْزُوق يَعْنِي الرَّاوِي لَهُ عَن عمرَان. وَشَيخ أَحْمد بن روح. فَكَانَ يحيى بن سعيد لَا يرضاه انْتهى. قلت قد صرح الْخَطِيب بِأَن الْإِسْنَاد صَحِيح فَهَذَا تَوْثِيق مِنْهُ لعمران. وَقد وَثَّقَهُ أَيْضا الْعجلِيّ وَابْن حبَان وَابْن شاهين. وَقَالَ البُخَارِيّ صَدُوق يهم. وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثه. فَكَأَن السُّيُوطِيّ إِنَّمَا ذكره فِي الموضوعات لقَوْل الْخَطِيب إِنَّه مُنكر الْمَتْن. وَلَيْسَ بجيد إِذْ لَا يلْزم من ذَلِك أَن يكون مَوْضُوعا وَالله أعلم.
1 / 319