235

تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة

محقق

عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق الغماري

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٩ هجري

مكان النشر

بيروت

هَذَا الَّذِي روى فِي هَذَا الحَدِيث فِي قدرَة الله جَائِز، وَمَا خص الله بِهِ رَسُوله من المعجزات يُثبتهُ إِلَّا أَن إِسْنَاد الحَدِيث ضَعِيف بِمرَّة. (قلت) وَقَوله فِي خير بن عَرَفَة مَجْهُول، مَمْنُوع بل هُوَ مَعْرُوف. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي تبصير المنتبه: خير بن عَرَفَة بن عبد الله ابْن كَامِل مولى الْأَنْصَار مَشْهُور، وَقَالَ فِي الْإِصَابَة: مُحدث مصري مَشْهُور، روى عَنهُ أَبُو طَالب الْحَافِظ شيخ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره انْتهى. نعم بَقِيَّة مُدَلّس، وَقد عنعن فَيحْتَمل أَنه سَمعه من غير ثِقَة فدلسه عَن الْأَوْزَاعِيّ وَالله أعلم. (٢١) [حَدِيثٌ] . " كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ". (عد) مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَلا يَصِحُّ، فِيهِ شَيْخه ابْن أبي خَالِد. (تعقب) بِأَن ابْن عدي والعقيلي اقتصرا على وَصفه بالنكارة، نعم قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا من أباطيل شَيْخه، وَبِأَنَّهُ جَاءَ من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت عِنْد الطَّبَرَانِيّ، بِلَفْظ: " كَانَ فص خَاتم سُلَيْمَان بن دَاوُد سماويا فألقي إِلَيْهِ فَأَخذه فَوَضعه فِي خَاتمه وَكَانَ نقشه، أَنا الله لَا إِلَه إِلَّا أَنا مُحَمَّد عَبدِي ورسولي ". (قلت) قَالَ الهيثمي بعد إِيرَاده فِي مجمع الزَّوَائِد: فِيهِ مُحَمَّد بن مخلد الرعيني ضَعِيف جدا انْتهى. وَقدمنَا فِي الْمُقدمَة عَن ابْن عدي أَنه قَالَ فِيهِ: روى أباطيل وَالله أعلم. (٢٢) [حَدِيثٌ] . " سَأَلت رَسُول الله عَنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ قَالَ يَأْجُوجُ أُمَّةٌ وَمَأْجُوجُ أُمَّةٌ كُلُّ أُمَّةٍ أَرْبَعمِائَة أَلْفِ أُمَّةٍ لَا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى أَلْفِ ذَكَرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ صُلْبِهِ، كُلٌّ قَدْ حَمَلَ السِّلاحَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ هُمْ ثَلاثَةُ أَصْنَافٍ مِنْهُمْ أَمْثَالُ الأَرْزِ قُلْتُ وَمَا الأَرْزُ قَالَ الصُّنُوبَرُ شَجَرٌ بِالشَّامِ طُولُ الشَّجَرَةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ ذِرَاعٍ فِي السَّمَاءِ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ عَرْضُهُ وَطُولُهُ سَوَاءٌ عِشْرُونَ وَمِائَةُ ذِرَاعٍ فِي السَّمَاءِ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَقُومُ لَهُمْ لَا جَبَلٌ وَلا حَدِيدٌ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ يَفْتَرِشُ إِحْدَى أُذُنَيْهِ وَيَلْتَحِفُ بِالأُخْرَى، لَا يَمَرُوُّنَ بِقَلِيلٍ وَلا كَثِيرٍ وَلا جَمَلٍ، وَلا خِنْزِيرٍ إِلا أَكَلُوهُ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ أَكَلُوهُ، مُقَدِّمَتُهُمْ بِالشَّامِ وَسَاقَتُهُمْ بِخُرَاسَانَ يَشْرَبُونَ أَنْهَارَ الْمَشْرِقِ وَبُحَيْرَةَ طَبَرِيَّةَ " (عد) وَفِيه مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَهُوَ الْعُكَّاشِي (تعقب) بِأَن ابْن أبي حَاتِم أخرجه فِي تَفْسِيره وَقد عرف مَا الْتَزمهُ فِيهِ. (قلت) وَرَأَيْت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين القلقشندي على حَاشِيَة الموضوعات لِابْنِ الْجَوْزِيّ مَا نَصه: لم ينْفَرد بِهِ الْعُكَّاشِي إِلَّا من حَدِيث حُذَيْفَة، وَقد رَوَاهُ ابْن حبَان

1 / 237