376

تنزيه القرآن عن المطاعن

تصانيف

سورة ن

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) كيف يصح أن يكلف في الآخرة بالسجود من لا يستطيعه؟ وجوابنا أن ذلك ليس بدعاء على وجه الأمر بل هو توبيخ وتبكيت لهم من حيث تركوا السجود وهم متمكنون ولذلك قال بعده (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) ولو كان الأمر كما يقوله المجبرة لكان الدعاء في الدنيا والآخرة سواء في أنه إن خلق فيهم السجود صاروا ساجدين وإن لم يخلق كانوا تاركين وفي قوله تعالى من بعد (أم عندهم الغيب فهم يكتبون) دلالة على أنه تعالى يكتب في اللوح المحفوظ الكثير من الغيوب وأما ذكر الساق فالمراد به شدة الامر كقوله تعالى (والتفت الساق بالساق) يعني الشدة بالشدة يوم القيامة.

[مسألة]

وربما تعلق بعضهم بقوله (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر) فقالوا إن العين حق.

وجوابنا أن المراد النظر المكروه منهم عند قراءة القرآن عليهم يبين ذلك أن العين لو كانت حقا كما يقولون لكانت تؤثر فيما يعجب به ويعظم لا في خلافه.

صفحة ٤٣١