سورة ق
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ق والقرآن المجيد) أن قوله (والقرآن) قسم فكيف يصح أن يقسم بالقرآن وليس هناك شيء مقسم عليه؟ وجوابنا أن المقسم عليه قوله (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا) وما بعده فأكد هذا الخبر بالقسم على عادة العرب ونبه بذلك على ما يكون ردعا عن المعاصي من حيث لا يعرفون طريق الاحتراز ومن حيث يعلم ما يأتون ويذرون وحكي عن الحسن أن المراد تأخير القسم فكأنه قال (بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم) والقرآن يؤكد بذلك ما تعجبوا منه.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ألقيا في جهنم كل كفار) كيف ثنى ذلك والامر هو لواحد؟ وجوابنا أن في النار خزنة ولهم عدد فلا يمتنع أن يكون خطابا للاثنين وأن يكون كما جعل على المكلف في الدنيا رقيبين فكذلك في الآخرة يوكل به ملكين من الخزنة وقد قيل إن الواحد قد يعبر عنه بالتثنية ويكون ذلك كالتوكيد كأنه قال ألق ألق كما يؤكد المرء أمر غيره بأن يقول اضرب اضرب.
[مسألة]
صفحة ٣٩٧