تنزيه القرآن عن المطاعن

القاضي عبد الجبار ت. 415 هجري
242

تنزيه القرآن عن المطاعن

تصانيف

وربما قيل في قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) ما الفائدة في ذلك ولا رسول إلا وهو نبي عندكم؟ وجوابنا ان معنى وصف الرسول بأنه نبي إثبات ما يختص به من الرفعة العظيمة فلما كانت الفائدة في ذلك تنزيه القرآن (18) مخالفة للفائدة في وصفه بأنه رسول جاز أن يذكرهما فإن قيل فما المراد بقوله (إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) وكيف يصح ذلك على الانبياء؟ وجوابنا أن المراد إذا تلا القرآن يلحقه السهو في قراءته وذلك معروف في اللغة فلذلك قال بعده (فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته) ولو كان المراد غير ما ذكرناه من التلاوة لم يصح ذلك فاما ما يرويه الحشوية من أنه صلى الله عليه وسلم ذكر في قراءته أصنامهم وقال إن الغرانيق العلا شفاعتهن ترجى حتى فرح الكفار فلا أصل له ومثل ذلك لا يكون إلا من دسائس الملحدة فبين تعالى بذلك أن السهو في القراءة جائز على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من يعد يبين الفضل من السهو ويبين الصحيح منه ولذلك قال بعده (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك) وقال بعده (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه).

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (الملك يومئذ لله يحكم بينهم) كيف يصح ذلك والملك في كل حال لله عز وجل؟ وجوابنا أن المراد أنه في دار الدنيا ملك كثيرا من الناس الامور وفي الآخرة لا حاكم سواه البتة ولذلك يحكم بينهم.

[مسألة]

صفحة ٢٧٤