الاستفهام فأما قوله تعالى فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم @QUR@
الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم @QUR@
أيضا وقال قوم إنه أراد فلن يؤمنوا فأبدل الألف من النون الخفيفة كما قال الأعشى
وصل علي حين العشيات والضحى
ولا تحمد المثرين والله فاحمدا
أراد فاحمدن فأبدل النون ألفا وكما قال عمر بن أبي ربيعة
وقمير بدا ابن خمس وعشرين
له قالت الفتاتان قوما
أراد قومن ومما استشهد به من أجاب بهذا الجواب الذي ذكرناه آنفا في أن الكلام خبر وإن خرج مخرج الدعاء
ما روي عن النبي (ص) من قوله : لن يلدغ المؤمن من جحر مرتين
وهذا نهي وإن كان مخرجه مخرج الخبر وتقدير الكلام لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين لأنه لو كان خبرا لكان كذبا وإذا جاز أن يراد بما لفظه لفظ الخبر النهي جاز أن يراد بما لفظه لفظ الدعاء الخبر ويكون المراد بالكلام فلن يؤمنوا وقد ذكر أبو علي أن قوما من أهل اللغة قالوا إنه تعالى نصب قوله فلا يؤمنوا وحذف منه النون وهو يريد في المعنى لا يؤمنون على سبيل الخبر عنهم لأن قوله تعالى فلا يؤمنوا وقع موقع جواب الأمر الذي هو قوله ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلما وقع موقع جواب الأمر وفيه الفاء نصبه بإضمار إن لأن جواب الأمر بالفاء منصوب في اللغة فنصب هذا لما أجراه مجرى الجواب وإن لم يكن في الحقيقة جوابا ومثله قول القائل انظر إلى الشمس تغرب بالجزم وتغرب ليس هو جواب الأمر على الحقيقة لأنها لا تغرب لنظر هذا الناظر ولكن لما وقع موقع الجواب أجراه مجراه في الجزم وإن لم يكن جوابا على
صفحة ٧٤