274

التنوير شرح الجامع الصغير

محقق

د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم

الناشر

مكتبة دار السلام

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

في هذا الحديث، فإنه زاد بعد قوله: عشر درجات، وقال له الملك مثل ما قال: قلت: يا جبريل وما قال الملك؟ قال: إن الله وكَّل بك ملكًا من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال: وأنت صلى الله عليه انتهى.
فكأن بعض الرواة اختصر الحديث، أو أن الصَّحابي كان ينشط تارة فيروي الحديث بطوله، ويفقد النشاط تارة فيروي بعضه، فكل سامع روى ما سمع وقد زيد في رواية عنه وعرضت عليه يوم القيامة، واعلم أن هذا من تشريفه ﷺ بما هو غاية الشرف، يجعل جزاء المصلي عليه هذه الثلاثين الخلة الشريفة المذكورة مع صلاته عليه، وفيه أنها من أعظم الحسنات أجرًا؛ لأنَّ الأصل في جزاء الحسنة عشر أمثالها من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها والمضاعفة فضل من الله سبحانه إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة، وهنا جعل تعالى جزاء هذه الحسنة ما سمعت فهي أبلغ من مطلق الحسنات، ويأتي أحاديث جمة في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وآله كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون (حم عن أبي طلحة) (١) اسمه زيد بن سهل نجاري أنصاري شهد بدرًا والمشاهد كلها وكان من فقهاء الأنصار مات سنة ٣٤ وصلى عليه عثمان (٢) ورمز المصنف لصحته.
٩٢ - " أتاني ملك برسالة من الله ﷿، ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء والأخرى في الأرض لم يرفعها (طس) عن أبي هريرة" (ض).
(أتاني ملك) يحتمل أنه جبريل، فقد رأه ﷺ وقد سد الأفق، ويحتمل: أنه غيره إلا أن في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة عند الطبراني في الأوسط وهي هذه بعينها زيادة، وهي: لم ينزل إلى الأرض قبلها قط انتهى، وهي صريحة أنه غير جبريل لتكرر نزوله على الأنبياء ﵈، ونزل إلى الأرض

(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٩) عن أبي طلحة، وحسنه المناوي في فيض القدير (١/ ١٠٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٧).
(٢) انظر: الإصابة (٢/ ٦٠٧)، تهذيب الكمال (١٠/ ٧٦).

1 / 291