تنوير الغبش في فضل السودان والحبش

ابن الجوزي ت. 597 هجري
130

تنوير الغبش في فضل السودان والحبش

محقق

مرزوق علي إبراهيم

الناشر

دار الشريف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

مكان النشر

الرياض / السعودية

يتحدثون، فَسَكَتُوا، فَقَالَ هِشَام: مَا حَاجَتك يَا أَبَا مُحَمَّد؟ قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أهل الْحَرَمَيْنِ أهل الْحَرَمَيْنِ، أهل اللَّهِ وجيران رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - يقسم فيهم أعطياتهم وأرزاقهم، قَالَ: نعم، يَا غُلَام، اكْتُبْ لأهل الْمَدِينَة وَأهل مَكَّة بعطاءين وأرزاقهم لسنة، ثمَّ قَالَ: هَل من حَاجَة غَيرهَا يَا أَبَا مُحَمَّد؟ قَالَ: نعم: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أهل الْحجاز وَأهل نجد أصل الْعَرَب، وقادة الْعَرَب ترد فيهم فضول صَدَقَاتهمْ، قَالَ: نعم، يَا غُلَام، اكْتُبْ بِأَن ترد فيهم صَدَقَاتهمْ. ثمَّ قَالَ: هَل من حَاجَة غَيرهَا يَا أَبَا مُحَمَّد؟ قَالَ: نعم، يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أهل الثغور يرْمونَ من وَرَاء بيضتكم ويقاتلون عَدوكُمْ، وَقد أجريتم لَهُم أرزاقا تدرها عَلَيْهِم؛ فَإِنَّهُم إِن هَلَكُوا غزيتم، قَالَ: نعم، اكْتُبْ بِحمْل أَرْزَاقهم إِلَيْهِم يَا غُلَام، هَل من حَاجَة غَيرهَا يَا أَبَا مُحَمَّد؟ قَالَ: نعم، يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أهل ذمتكم لَا تجبى صغارهم، وَلَا تتعتع كبارهم، وَلَا يكلفون مَا لَا يُطِيقُونَ فَإِن مَا تجبونه مَعُونَة لكم على عَدوكُمْ، قَالَ: نعم، اكْتُبْ يَا غُلَام، لَا يحملون مَالا يُطِيقُونَ، هَل من حَاجَة غَيرهَا؟ قَالَ: نعم أَمِير الْمُؤمنِينَ، اتَّقِ اللَّهِ [﷿] فِي نَفسك فَإنَّك خلقت وَحدك،

1 / 157