التنوير في إسقاط التدبير فصل لعلك نفهع من هذا الكلام أن المتجرد والمنسبب في رتبه واحدة، وليس الأمر كذلك، ولكن يجعل الله من نفرغ لعبادنه وشغل أوقاته به كالدلغل في الأسباب ولو كان فيها منقيا، فالمتسبب والمتجرد إذا استوى مقامهما من حيث المعرفة بالله فالمنجرد أفضل وما هو فيه أعلى وأكمل.
لذلك قال بعض العارفين : مل المتسبب والمتجرد كعبدين للملك قال للحدهما : اعمل وكل كسب يدك، وقال الآخر : الزم أنت حضرتى وخدمنى وأنا أقوم لك بما نربد، فهذا قدره عند السيد لجل ، وصنعه به ذلك على العناية به أدل ، ثع إن قلما يسلم من المخالفات أو يصفو لك من الطاعات مع الدغول فى الأسباب اسنلزامها لمعاشرة الأضداد ومخالطة أهل الغفلة والعناد ، وأشد ما يعينك على لطاعات رؤية المطيعين ، وأشد ما يدخل بك في الذنب رؤية العذنبين ، كما قال عليه السلام : «العرء على دين غليله ، «كملينظر اعدكم من يغالل» وقال الشاعر : عن العرء لا تسل وسل عن قرينه . فقل قرين بالمقلرن يقتدى ( والنفس من شأنها التشبه والمحلكاة والنزين بصفات من قارنها والعضاهاة فصحبنك للغافلين معونة لها على وجود الغفلة ؛ إذ الغفلة ملانمة لها من أصل الوضع ، فكيف إذا انضع إلى ذلك سبب مخالطة الغافلين ؟ وقد تجد من نفسك أيها الأخ - وفقك الله - أنه لا نسنوى حالة خروجك من منزلك وعودك إليه ، أنت فى حين خروجك تغلب عليك الأنوار وشرح الصدر والعزم على الطاعة والزهد في .
الدنيا ، فتجدك إذا رجعت لست كذلك ولا فيما هنالك ، وما ذلك إلا دنس المخالفة وانغماس القلوب في ظلمة الأسباب ، ولو كانت الأسباب والمعاصى إذا ذهبت ذهب أثرها لع نعوق القلوب عن المسير إلى الله بعد انصالها ووجود زوالها ، وإنما ذلك 1) البيت من بعر الطويل ، ووزنه : افعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن) مرتين التنوير في إسقاط التدبير كالنار، فربعا انقضى الانقاد وبقى السواد، ويحتاج المننبب إلى بسير علم ونقوى فالعلم يعلع به الحلل والحرام، والنفوى نصده عن ارنكاب الآنام ، فأما حاجته العلم فلأنه يحتاج إلى الأحكام العنعلقة بالمعاملة بيعا وسلما(1) وصرفا وما بيعلق ى بذلك مع ما يحتاج إليه من احكام الواجبات والفروض المعينات .
السئلم : عقد بيع يوجب الملك للثعن علجلا ، وللسلعة آجلا (عقود التورييدات) . التعصريفات اللجرجانى مع زيادة وتصرف 84 التنوبير في إمقاط الندبير ننبيه وإعلام أمور ينبغى للمنسببين أن يلتز3 ،ها : الأول : ربط العزم مع الله قبل الخروج من المنزل على العفو عن المنسببين ؛ إن (لأسواق محل العخاصمة والمقاولة ، ولذلك قال رسول الل صلم : دليعجز لعدكم أن يكون كلبى ضمضع؟ كان إذا خرج من بيته قال : اللهم إنى تضدقت بعرضى على العسلعين» .
النأنى: أن يتوضأ ويصلى قبل خروجه ويسأل الله السلامة في مخرجه، ذلك فإنه لا يدرى ماذا يقضسى عليه ، وأن الخارج لللسواق كالخارج إلى المصاف ، فينبغى للمؤمن أن يلبس من الاعتصام بالله والتوكل على الله ردروعا صائنة تقيه سهام الأعداء (ومن يغتصم بالله فقد هدي إلى صراط مسنتقيم) [أل عمران : (ومن يتوكل على اللذه فهو عسنبه) االطلاق:3] الذالث : ينبغى له إذا خرج من منزله أن يستودع الله أهله ومسكنه وما فيه فإنه حرى أن يحفظ ذلك عليه، وليدكر قوله سبعانه وتعالى، (قالله خير عافظ اوذ أرحم الرلعمين) إيوسف : 64]، وقوله عليه السللم : ««اللهم أنت الصاعب في السق والغليفة في الأهل» فإنه إذا استودعهم الله فحرى أن بيرجع فيجدهم كما يحب ويحبون، سافر بعضهم وكانت زوجته حاملا، فعين سافر قال : اللهم إنى اسنودعك ما في بطنها، فتوفيت زوجنه في غيبته، فلما قدم من سفره سال عنها فقيل: توفي وهي حامل ، فلما كان الليل رأى نورا في المقابر فتبعه فإذا هو فى قبرها ، وإذ التنوير في إسقاط التدبير 2 بالصبى برضع من نديها، فهنف به هانف : با هذا اسنودعننا الولد فوجدنه ، أما لو اسنتود عدنا أمه لوجدنهما جميعا ايع : يسنحب له إذا خرج من منزله أن يقول : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن ذلك مؤيس للشيعطان منه الغامس : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وليجعل ذلك شكرا لنعمة القوة والتقوى اللذين وهيهما، وليذكر قول الله سبحانه : (الذين إن مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمغروف ونهوا عن المتكر ولله علقبة الأمور) [الحج : 41] فمن أمكنه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بحيث لا يصل إليه أذى في نفسه أو عرضه أو ماله فهو ممن مكن في الأرض ، والوجوب متعلق به، وإن كان لا يصل إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلا بالأذى قبل ذلك أو يغلب على ظنه وقوع ذلك بعده سقط عنه الوجوب ، والإنكار عينئذ جائزا السالن : أن نكون مشيته بالسكينة والوقار لقوله سبحانه : (وعباد الرعمن الذين يمشون على الأرض هونا) [الفرقان : 63] وليس ذلك خاصا بالمشى ، بل المطلوب منك أن نكون لفعالك كلها تقارنها السكينة ويلازمها الثبات ( (1) فقد يكون من أصنعاب العزائم فيجسر على الأمر والنهى محتسبا الأذى في طريق ذلك ، وقد يجنح إلى الرضصة في ذلك فيصون نفسه وماله وعرضه عن الأذى إيثارا للسلامة ، فلا شىء عليه هيننذ.
(2) في المخطوط (الثبت) والصعيح ل . - علا : العثيت .
6 التنوير في إسقاط التدبي السابع : أن بذكر الله في سوقه ؛ فإنه قد جاء عنه عليه السلام : «ذلكر الله في السوق كالحى بين الموتى» وكان بعض السلف يركب بغلنه ويأتى إلى السوق فيذكر الله يرجع لا بخرجه إلا ذلك .
الذامن : أن لا يشغله ما هو فيه من المبايعة والمعاش عن النهوض إلى الصلاة في أوقاتها جماعة ؛ لأنه إن ضيعها لشتغالا بسببه استوجب المقت من ربه ورفع البركة من كسبه، وليستح أن يراه الحق سبحانه مشغولا بحظوظ نفسه عن حقوق ربه، وقد كان بعض السلف يكون في صنعنه فربما رفع المطرقة فسمع المؤذن فرماها من نلفه ؛ لئلا يكون ذلك شغلا بعد أن دعى إلى طاعة ربه ، وليذكر إذا سمع العؤنن : (يا قومنا أجيبوا داعي الله) [الأحقاف : 31] وفوله تعالى: (استجيبوا لله وكلرسول إذا دعاكم لما يعييكم) [الأنفال:24] وقوله سبعانه : (اسنتجيبوا لربكم) الشورى : 47] وقالت عانشة - رضى الله عنها : كان رسل الله لم يكون في بيته يخصف النعل(1) ويعين الغلدم حتى إذا نودى بالصلاة قام كأنه لا يعرفنا التاسع: نرك الحلف والإطراء لسلعته ، فقد جاء في ذلك الوعيد الشديد ، وقد قال عليه السلام : «التجار هم الفجار إلا من بر وصدق» العاشر كف لسانه عن الغيبة، وليذكر قوله سبحانه: (ولا يغتب بعضكم بغضا أيحب أعدكع أن يلقل لحم أغيه ميتا) [الحجرات : 12] وليعلم أن السامع للغيبة لحد المغنابين وإن اغنيب بحضرته فلينكر ، فإن لع يسمع منه فليقم، ولا يمنعه العياء من لغلق من القيام بعق الملك الحق، فالله أولى أن يسحى منه وأن يرضى، (والله (1) خصف النط : غرزها . تمختار الصعاح .
الننوير في إسقاط التدبير 87 ورسوله أصق أن يرضود) [النوبة : 62] ، وقد جاء عنه عليه السلام دإن الغيبة أشد من ستة وثلاثين زنية في الإسلام» فال السيخ أبو الحسن : أربعة آداب إذا خلا الفقير المنسبب منها فلا نعبأن به وإن كان أعلم البربة: مجانبة الظلمة، وإبنار أهل الآخرة ، ومواساة ذوى الفاقة ، وملازمة الخمس في الجماعة ، وصدق - رضى النه حنه - فإن مجانبة الظلمة تكشف نور الإيمان ، وبمجانبنهم نكون أيضا النجاة من عقوبة الله، لقوله سبحانه : (ولا تركنوأ إلى الذين ظلموا فتمسكم النار » [هود : 3 وقوله : وايثار أهل الأخرة أن يكون الفقير المنسبب الغالب عليه التردد إلى أولياء الله والاقتباس منهم ليتقوى بذلك على كذرة الأسباب، فتنفح عليه نفحاتهم ونظهر عليه بركانهع، وربما وصلت إليه في سببه أمدادهم ، وحفظه من المعصبية وذهح واعحتقادهم ، وقوله : ومواساة ذوى الفاقة ؛ وذلك لأنه يجب على العبد أن يشكر نعمة الله عنده، وإذا فتح لك في الأسباب فاذكر من أخلقت عليه أبوابهسا، واعلم أن الله اخنبر الأغنياء بوجود أهل الفاقة كما اختبر أهل الفاقة بوجود الأغنباء (وجعلن بغضكم لبغض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) [الفرقان :2٠] ووجود أهل الفاقة نعمة من الله على ذوى الغنى ، إذ وجدوا من يحمل عنهم أوزارهم إلى الدار الآخرة ، وإذ وجدوا من إذا أخذ كان(1) مش أخذ الله منك، والله هو الغنى الحميد، فلو لم يخلق الفقراء فكيف كان ينقبل منك صدقانك؟ ومن كنت تجد يأخذ هبانك؟ ولذلك لل صلم: «من تصدق بصدقة من كسب طيب - ولا يفبل الله إلا طيبا - كان كأنما يضعها في كف الرعمن يربيها له كما يربى لعدكم فلوه أو فصيله (2) حتى إن اللقمة لتعود مثل جبل أحد» ولذلك كان من لشراط الساعة أن لا يجد الرجل من يقبل صدقته وقوله : وملازمة الخمس في الجماعة ؛ وذلك أن الفقير المنسبب لما فانه النخلى (1) زيادة ليست في المنطوط لصعة الععنى.
الفلو : بتشديد الواو : المهر اولد الفرس الذكر) . والفصيل : ولد الناقة إذا فصل عن أمه انظر مختار الصحاح 18 التنوير في إسقاط التدبي والنجرد لعبادة الله فيدخل مدخل الخصوص بدواع الخدمة وملازمة المواففة ، فينبغى أن لا نتفوته الخمس في الجماعة ولنكن (1) ملازمنه لها سببا لتجديد الأنوار وموجب لوجود الاستبصار ، وقد قال عليه السلام : «تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد بخعس وعشرين درجة» وفي الحديث الآخر : «بسبعة وعشرين جزءا» ، ولو شرغ للعباد أن يصلى كل منهم في حانوته (2) وداره لتعطلت العساجد النتى قال فيها العو بحانه : (في بيوت أنن الله أن ترفع ويذكر فيها اسنمه يسبح له فيها بالغدو والأصال) االنو 36] ولأن في ملازمه الصلاة فى جماعة اجنماع القلوب وتناصرها والتنامها ورؤية المؤمنين واجنتماعهم، وقد قل لم: «يد الله معا الجماعة»، ولأن الجماعة إذا اجتمعت انبسطت بركات قلوبهم على من حضرهم وامندت أنوار هم لمن شهدهم، وكان اجنماعهم ونظامهم كالجيش إذا اجنمع ونضيل 2 كان ذلك سببا في وجود نصرته، وهو لحد التأويلين في قوله سبحانه : (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأتهم بنيان مرصوص) الصف :4] في المشطوط (وليكون) والعثبت الصعيح .
صفحة غير معروفة