التنوير في إسقاط التدبهير العاشرة: يمكن أن يكون فوله سبحانه: (إن الذين اتقوا إذا مسنهم طيف) أن يكون المراد بالطيف ههنا طيف الهاجس أو الخاطر الواردبن من وجود النفس بالفا الشيطان، وسمى طيفا لأنه يطيف بالقلب، ونفسير القراءة الأغرى: (إذا مسنهع طائف» فنكون إحدى القراعنين مفسرة للأخرى، والهاجس يطيف بالفلب(1)، فان وجد له مسلكا يثثمه(2)، يجدها في سور مقام اليقين دخل وإلا ذهب. مث مقامات اليقين ونور اليقين الجامع لها كالأسوار المحيطة بالبلدة وقلاعها ، فالأسوار هى حلأنوار ، وقلاعها هي مقامات اليقين التى هي دائرة بمدينة القلب ، فمن لحاط بقلبه سور بفينه وصحح مفامانه النى هي اسوار الأنوار كالقلاع فليس للشيطان إليه سبيل ولا له في داره مقيل(3)، ألم تسمع قوله تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهع سلطان) [الإسراء :65]] أى : لأنهم قد صححوا العبودية فلا هم لحكمى بنازعون ولا فى تدبيرى معنرضون ، بل هم على منوكلون وإلى مستسلمون ؛ فلذلك قام لهم الحق بالرعاية والنصر والحماية ، وجهوا هممهع إليه فكفاهع من دونه قيل لبعض العارفين : كيف مجاهدنك للشيطان ؟ قال : وما النيطان ؟ نحن قوم صرفنا هممنا إلى الله فكفانا من دونه وسمعت شيخنا أبا العباس - رضى الله عنه - يقول : لما قال الحق سبحانه : (إن الشيطان لكم عدو فاتغذوه عدوا» إفاطر : 6] فقوم فهموا من هذا الغطاب أن 1) مراتب القصد خمس عند العلماء كما قالوا : مراتب القصد خمس هاجس ذكرو 1 فغاطر فعديث النفس فاستمعا يليه هم فعزم كلها رفعت سوى الأغير ففيه الأغذ قد وقعا فالهاجس : ما إذا عرض لع يستقر، والغاطر : أكثر منه ثباتا، وهديث النفس : يكون فيه جولت في نفسه، والهم : التوجه إلى الفعل ، والعزم : التوجه الى الفعل مع النية المؤكدة والإصرار ى : يحدث فيه خللا ، من ثلم الإتاء : أى اعدث فيه غللا وكسره 1) أى : مأوى يسكن إليه ، تشبيها له بالظل يتغذه الإنسان من الشمس .
التنوير في إسقلط التدبير لله طالبهع بعداوة النشيطان فصرفوا هممهع إلى عداونه فشغلهع ذلك عن محبة العببب، وقوم فهموا من ذلك أن الشيطان لكم عدو ، أى: والنا لكم حبيب فاشنغلو بمحبة النه فكفاهع من دونه، نع ذكر الحكاية المنقدمة، وإن استعاذوا من الشيطان فلأجل أن الله أمرهم بذلك لا أنهم يشهدون أن لغير الله من الحكم معه شينا ، فكيف يشهدون لغيره حكما معه وهم يسمعونه يقول : (إن العكم إلا لله لمر ألا تغبدوا ال بياه) إبوسف :40]، وقد قال سبحانه : (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) [النساء:76]، وقال سبحانه: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) [الإسراء:65]، وقال تعالى (إنه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون) االنحل :99]، وقال تعالي: (ومن يتوكل على الله فهو عسنبه) [الطلاق:3]، وقال سبحانه: (الله ولي الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) [البقرة :257]، وقال سبحانه : (وكان يقا علينا نصنر المؤمنين) [الروم :47] ، فهذه الآيات ونظائرها قوت قلوب المؤمنين ونصرنهع النصر المبين، فإن استعاذوا من الشيطان فبأمره ، وإن اسدولوا بنور الإيمان عليه فبوجود نصره، وإن سلموا من كيده لهم فبنانلنه وبره.
قال الشيخ أبو الحسن : لجتمعت برجل في سياحتى فأوصانى فقال : ليس شسىء في الأقوال أعون على الأفعال من : «لا حول ولا قوة إلا بالله" وليس فى لأفعال أعون من الفرار إلى الله والاعنصام بالله من(1) : (ومن يعتصع بالله فق فدي إلى صراط مستقيم) إل ععران : 1٠1]، ثم قال : بسم الله فررت إلسى الله واعنصمت بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله ومن يغفر الذنوب إلا الله، تبسع الله" فول باللسان صدر عن القلب ، اففروا الى الله" وصف الروح والسر ، تواعتصمت بالل وصف العقل والنفس ، تولا حول ولا قوة إلا بالله" وصف الملك والآمر ، ومن يغفر الذنوب إلا الله رب أعوذ بك من عمل الشيطان اته عدو مضل مبين ، نع يقول للشيطان : هذا علع النه فيك وبالله أمنت وعليه توكلت، وأعوذ بالله منك ولولا ما 1) في المغطوط (واعتصموا بالله) بدل إمن) ، وهو سهو من الناسخ صوابه المثبت .
الننوير في إسقاط الندبير أمرنى ما استعذت، ومن أنت حنى أسنعيذ بالنه منك؟ فقد فهمت - برحمك الله - أر النبطان لحفر في فلوبهم أن بصفوا له فدرة أو ينسبوا له إرادة ، وسر الحكمة فى إبجاد الشيطان أن يكون مظهرا ينسب اليه أسباب العصيان ووجود الكفران والغفل والنسيان، ألم نسمع قوله : (وما أنسانيه إلا الشيطان) (الكهف : 63]، (هذا من عمل الشيطان) [القصص :15] فكان سر إيجاده لنمسح فيه أوساخ النسب ، ولذلك فال بعض العارفين : الشيطان منديل (1) هذه الدار قال الشيخ أبو الحسن : الشيطان كالذكر والنفس كالأنشى ، وحدون الذنب بينهما كحدوث الولد بين الأب والأم لا أنهما أوجداه ولكن عنهما كان ظهوره.
ومعنى كلام الشيخ هذا أنه لا يتك عاقل أن الولد ليس من خلق الأب والأم و لا من إيجادهما، ونسب إليهما لظهوره عنهما ، كذلك لا يشك مؤمن أن المعصية لبست من خلق الشيطان والنفس ، بل كانت عنهما لا منهما ، فلظهورها عنهما نسبت ليهما ، فنسبة المعصية إلى الشيطان والنفس نسبة إضافة وإسناد ، ونسبها إلى الكة نسبة غلق وإيجاد كما أنه خالق الطاعة بفضله كذلك هو خالق المعصية بعدله (قى كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكلدون يفقهون هديثا) النساء :78]، وقل ببحانه : (الله خالق كل شيء) [الرعد :16]، وقال سبحانه : (هل من غالق غير الله) إفاطر :3]، وقال سبحانه : (افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون (النحل : 17] ، والآية القاصمة للمبتدعة المدعين أن الله يخلق الطاعة ولا يخلق المعصية قوله سبحانه: (والله خلقكم وما تغلون) [الصلفات : ن قالوا: فقد قال الله سبحانه : (إن الله لا يلمر بالفعشاء) [الأعراف :28] فالأمر غب (1) بكسر الميم والدال المهملة كما في تمغتار الصعاح (2) ومن جنس ما يعملون المعلصى كما أنهم يعملون الطاعة .
14 = التنوير في إسقاط التدبير القضاء(1)، فإن قالوا : قد قال الله سبحانه : (ما أصابك من عسنة فمن الله وما أصابك من سينة فمن نفسك) (النساء : 79] فهو على هذا التفصيل يعلم العباد النادب معه، فأمرنا لن نضيف المحاسن اليه لأنها اللانقة بوجوده والمساوي إلينا لأنها اللاثقة بوجودنا قياما بحكم الأدب كما قال الغضر - عليه السلام : (فاردت أن أعيبها) [الكهف :79]، وقال: (فأراد ربك أن يبلغا لشدهما) [الكهف : 82]، فأضاف العيب إلى نفسه والمحاسن إلى سيده ، وكذلك إبراهيع - عليه السلاع - لعم يقل : وإذا أمرضنى فهو يشفين، بل قال : (وإذا مرضنت) [الشعراء :80]، فأضاف المرض إلى نفسه والشفاء إلى ربه مع لن الله هو فاعل ذلك حقيقة وخالقه ، فقوله تعالى : (م أصابك من عسنة فعن الله) [النساء : 79] أى خلقا وإيجادا، وما أصابك من سينة فمن نفسك ، أى إضافة وإسنادا(2) ، كما قال - عليه السللم : دوالغير بيديك والشر ليس إليك» ، وقد علع - عليه السلام - أن الله خالق الغير والشر والنفع والضسر لكن النزم أدب التعبير فقال : «والغير بيديك والشر ليس إليك» على ما بيناه ، فافهم .
فإن قالوا: لن الحق سبحانه منزه عن لن يخلق المعصية لأنها قبيحة ، والحق سبحانه مقدس عن خلق القبانح ، قلنا : فعل المعصية قبيح من العباد لأنها مخالفة للأمر ؛ إذ القبح لا يرجع الى ذات المنهى عنه ولكن لأجل تعلق النهى به كما أن الحسن لا يتعلق بذات المأمور به لكن بمعنى تعلق الأمر به ، فافهم ، شم إن العق سبحانه يجب تنزيهه عن هذا النتنزيه وذلك أنهم إذا قالوا : نعالى الله أن يغلق المعصية قلنا : تعالى الله أن يكون في ملكه ما لا يريد ، فافهع هدانا الله وإياك الى الصراط المستقيم ولقامنا على الدين القويييع .
(1) فالله تعالى قضى بوقوع الفعشاء من بعضهم وإن لم يامر بها، قال تعالى : «قل بن الله ل يأمر بالفحشاء).
) أى : انت الكاسب الجانى المتسبب المقترف للسينة باختيلرك لتنوير في إسقاط التدبير تقدير وبيان لذكر قواعد الندبير ومنازعة المقادي قال الله سبحانه: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصنطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلم لرب العالمين) االبقرة :13٠ ، 131] ، وقال : (إن الدين عتد الله الإسلام) [أل عصر ان :19]، وقال : (ملة ابيكع إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) الحج:8 ء وقال: (فله اسلموا) [الحج:34]، وقال: (فان عاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعن) [أل عمران:2٠]، وقال : (ومن يسلع وجهه إلى الله وهو محسن فقد لمنتمسك بالعروة الوثقى) إلقمان : 22]، وقال : (توفني مسلما والعقني بالصتالحين ليوسف : 1٠1]، وقال : (وأنا أول المسلمين) [الأنعام : 163] إلى غير ذلك، فاعلم أن هذا التكرار لذكر الإسلام تنويها بقدره وتفخيما لأمره ، والإسلام له ظاهر وباطن ، فظاهره الموافقة لله وباطنه عدم المنازعة له ، فالإسلام حظ الهياكل (1) وعدم المنازعة وهو الاستسلام حظ القلوب ، فالإسلام كالصورة والاستسلم هو روح نلك الصورة ، والإسلام ظاهر والاسنسلاع باطن ذلك الظاهر ، فالمسلع من أسلع نفسه إلى له فكان ظاهرا بامتثال امره وباطنا بالاستسلاع إلى قهره.
وتحقيق مقام الاستسلام بعدم المنازعة لله في أحكامه والنفويض له فى نقضه وإبر امه(2)، فمن ادعى الإسلكم طولب بالاستسلم (قل هاتوا برهاتكم إن كنتم صادقين) [البقرة : 111] ألا ترى أن إبراهيع - عليه السلام - لما قال له ربه : (أسلع) [البقرة : 131] قال : (لسلعت لرب العالمين) االبقرة : 131]؟ فلما زج به في المنجنيق(3) والستغائت الملانكة قائلة : يا ربنا هذا خليلك وقد نزل به ما أنت به أعلم ، ى : نصيبها وقسعتها وسهعها.
صفحة غير معروفة