وهذا الاصطلاح تبعه غير واحد من أئمة الحديث، قال الحاكم أبو عبد الله فيما روينا عنه: والذي اختاره في الرواية، وعهدت عليه أكثر مشايخي وأئمة عصري، أن يقول في الذي يأخذه من المحدث لفظا، وليس معه أحد ((حدثني فلان)) وما يأخذه من المحدث لفظا مع غيره ((حدثنا))، وما قرأ على المحدث بنفسه ((أخبرني فلان))، وما قرئ على المحدث، وهو حاضر: ((أخبرنا فلان))، وما عرض على المحدث، فأجاز له روايته شفاها يقول فيه: ((أنبأني فلان))، وما كتب إليه المحدث من مدينته، ولم يشافهه بالإجازة ((كتب إلي فلان)).
وهذا الذي اختاره الحاكم وغيره لا يقوم له حجة إلا من وجه الاستحسان للتمييز والفرق بين أنواع النقل، وهو اصطلاح حسن للتحري في الرواية، وعليه عمل غالب المتأخرين.
وأول من أحدث الفرق بين ثنا وأنا ابن وهب بمصر. حكاه القاضي عياض عن مسلم بن الحجاج في آخرين.
صفحة ٧٠