وتدخلانه على العمرة، وتصبحان قارنتين.
والدليل على ذلك «أن عائشة ﵂ حاضت وكانت أهلت بعمرة، فدخل عليها النبي ﷺ وهي تبكي، قال: ما يبكيك لعلك نفست؟ قالت: نعم، قال: هذا شيء قد كتبه الله على بنات آدم، افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت» (١) وفي حديث جابر المتفق عليه: «ثم دخل النبي ﷺ على عائشة فوجدها تبكي، فقال: ما شأنك؟ قالت: شأني أني قد حضت، وقد حل الناس ولم أحلل ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن، فقال: إن هذا أمر قد كتبه الله على بنات آدم، فاغتسلي، ثم أهلي ففعلت ووقفت المواقف كلها، حتى إذا طهرت طافت بالكعبة وبالصفا والمروة، ثم قال: قد حللت من حجك وعمرتك جميعا» انتهى.
قال العلامة ابن القيم في [تهذيب السنن] (٢ / ٣٠٣): والأحاديث الصحيحة صريحة بأنها أهلت أولا بعمرة ثم أمرها رسول الله ﷺ لما حاضت أن تهل بالحج فصارت قارنة؛ ولهذا قال لها النبي ﷺ: «يكفيك طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة لحجك وعمرتك» انتهى.