وكان من خبر هذا الشعر أن بكرًا قصد مالك بن طوق فمدحه فلم يرض ثوابه، فخرج من عنده وقال يهجوه:
فَلَيْتَ جَدَا مالكٍ كُلَّهُ ... وما يُرْتَجَى منه من مَطْلَبِ
أُصبْتُ بأضعافِ أضعافِهِ ... ولم أَنْتَجِعْهُ ولم أَرْغَبِ
أَسأتُ اختِيَارِي فقَلَّ الثوا ... بُ لي الذنبُ جَهْلا ولمُ يذْنَبِ
فلما بلغ ذلك مالكًا بعث في طلبه فلحقوه فردُّوه، فلما نظر إليه قام فتلقاه وقال: يا أخي عجلت علينا؛ وإنما بعثنا إليك بنفقة وعولنا بك على ما يتلوها، فاعتذر كل واحد منهما إلى صاحبه، ثم أعطاه حتى أرضاه، فقال بكر يمدحه:
أقولُ لمُرتادٍ نَدَى غَيْرِ مالكٍ ... كفَى بَذْلَ هذا الخَلْقِ بعضُ عِدَاتهِ
فتًى جاد بالأموال في كلّ جانبٍ ... وأَنْهَبَها في عَودِهِ وبَدَاتِهِ
ولو خَذَلَتْ أموالُه جُودَ كفِّهِ ... لقاسَمَ مَنْ يرجوه شَطْر حَياتهِ
ولو لم يَجِدْ في العُمْر قِسْمًا لزائرِ....................البيتين
* * * وفي " ص ٢٤٥ س ١٠ " وأنشد أبو علي عن ابن دريد - رحمهما الله - لليلى الأخيلية قال: وكان الأصمعي ﵀ يرويها لحميد بن ثور:
يأيُّها السَّدِمُ المُلَوِّي رأسَهُ ... لِيَقُودَ من أهل الحجازِ بَرِيما
أَتُرِيدُ عَمْرو بنَ الخَلِيعِ ودُونَه ... كعبٌ؛ إذًا لَوَجدتَهُ مَرْءُوما
1 / 78