فقال النبي ﷺ: " نعم وليس ميل الرجل إلى أهله بعصبية ". والعرب تقول للرجل: هو بيضة البلد، يمدحونه بذلك؛ وتقول للآخر: هو بيضة البلد، يذمونه بذلك. والممدوح يراد به البيضة التي يحضنها الظليم ويصونها ويوقيها، لأن فيها فرخة، والمذموم يراد به البيضة المنبوذة بالعراء المذرة التي لا حافظ لها ولا يدري لها أب، وهي تريكة الظليم، قال الرماني: إذا كانت النسبة إلى مثل المدينة ومكة والبصرة فبيضة البلد مدح، وإذا نسب إلى البلاد التي أهلها أهل ضعة فبيضة البلد ذمّ، وقال حسان ﵁ في المدح:
أَمسَى الجلابِيبُ قد عزُّوا وقد كثرُوا ... وابنُ الفُرَيعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ
أي واحد البلد، وكان المنافقون يسمون المهاجرين ﵃ الجلابيب، فلما قال حسان ﵁ هذا الشعر اعترضه صفوان بن المعطل فضربه بالسيف، فأعلموا النبي ﷺ فقال لحسان ﵁: " أحسن في الذي أصابك " فقال: هي لك، فأعطاه النبي ﷺ عوضًا: بيرحاء - وهي قصر بني جديلة اليوم - وسيرين، فهي أم عبد الرحمن ابن حسان ﵄.
* * * وفي " ص ٢٤١ س ١٦ " وذكر أبو علي ﵀ قولهم: هو " أجبن من صافر " قال: أراد مصافر ما يصفر من الطير؛ وإنما وصف بالجبن لأنه ليس من سباعها. المحفوظ في تفسير هذا المثل غير ما ذكره؛ ويسوغ على مذهبه أن تقول: هو " أجبن من حمام " و" أجبن من يمام " وكذلك
1 / 76