محصن الجعدية. وكان أخوها الإصبغ بن محصن من فرسان العرب وأهل النجدة فيهم، فنُمي إليه فبذٌ من خبر مالك، فآلى يمينًا جزمًا لئن بلغه أنه عرض لأخته أوزارها ليقتلنه، فبلغ ذلك مالكًا فقال هذا الشعر. هكذا روى المدائني وأبو عمرو الشيباني وغيرهما.
* * * وفي " ص ٢٠٣ س ٢٤ " وأنشد أبو علي للعجاج في لذم إذا لزمه:
يَقْتَسِر الأقوامَ بالتغَمُّم ... قَسْرَ عزِيزٍ بأَكاَل مِلْذَمِ
هكذا روي عنه بالتغمم بالغين لم يختلف في ذلك عنه، وهو وهم؛ وإنما هو بالتقمم بالقاف، أي بالركوب والأعتلاء؛ كذلك رواه أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي ﵏ وفسراه بما ذكرته وهو لا يصح سواه؛ وصلة الشطرين:
إذا بَذَخَتْ أركان عِزًّ فَدْغَمَ ... ذو شُرُفَاتٍ دَوْ سَرىًّ مِرْجَمِ
يقْتَسِرُ الأقرانَ بالتقَمُّمِ ... قَسْرَ عَزِيزٍ بالا كاَلِ مِلْذَمِ
إنْ أَحْجَمَتْ أقرانُهُ لم يُحْجِمِ ... ولم يَرُضْهُ رائضٌ بِمِخْطَمِ
بذخت: ارتفعت. والباذخ: الجبل المرتفع. وفدعم: ضخم. ودو سرى: مثله. ومرجم: شديد الرجم، والأقران جمع قرن؛ وهذه أحسن من رواية أبي على - رحمة الله - يقتسر الأقوام، لأن الأقوام قد يقع على المسالم والمحارب والمخالف والمؤالف. والأقران إنما يكونون في الحرب وما أشبهها من المنافرات وطلب الطوائل، واحدهم قرن، فإذا قلت: فلان قرن فلان بفتح القاف، فإنما تريد أنه على سنة. وإلا كال: الحظ والنصيب، ويقال: فلان ذو أكل، أي ذو حظ من الدنيا.
* * * وفي (ص ٢٠٤ س ٢) وأنشد أبو علي - رحمة الله - لأوس بن حجر:
فما زَالَ حتّى نالَها وهو مُعْصِمٌ ... على مَوْطِنٍ لو زَال عنها تَفَصَّلا
1 / 64