تنبه الأديب على ما في شعر أبي الطيب من الحسن والمعيب
تصانيف
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
تنبه الأديب على ما في شعر أبي الطيب من الحسن والمعيب
وجيه الدين عبد الرحمن بن عبد الله الملك الشافعي الشهير ب باكثير الحضرمي (975ه - 1567م) ت. 975 هجريتصانيف
فيه تعسف وتكلف، إذ لم يرض أحد أن يكون مرض الجفون متناهيا بهذه الصفة، وإنما يستحسن من مرض الجفون ما كان غير مبرح، كقول أبي نؤاس (من الطويل - قافية المتواتر):
ضعيفة كر الطرف تحسب أنها...قريبة عهد بالأفاقة من سقم
ولهذا قال بعضهم: ليس المراد بالممرض: الجفن، وإنما أراد به: المتنبي نفسه، وإنه أبرح به حبه
لذلك الجفن المريض، وبلغ بإبراحه أن مرض طبيبه وعيد عوده، رحمة له على طريقته المعروفة في
التناهي بالشكوى.
ومعنى: مرض الطبيب له. أي: لأجله. ويدل على أن المراد بالمرض: المتنبي نفسه، قوله بعده:
فله بنو عبد العزيز بن الرضا...ولكل ركب عيسهم والفدفد
وعلى هذا المعنى فلا عيب فيه.
ومن عيوبه قوله:
فمضت وقد صبغ اللجين بياضها...لوني كما صبغ اللجين العسجد
يعني: أن الحياة صبغ بياضها صفرة، كلونه المتقدم ذكره في البيت قبله أنه أصفر كما يصبغ الذهب
الفضة. يقول: إنها إستحيت، فاصفر لونها فانعكس عليه المعنى؛ لأن الحياة لا يصفر اللون، بل
صفحة ٦٤