أحدها: استعمال أحاد وسداس بمعنى: واحدة وست، وإنما هما بمعنى: واحدة واحدة، وست وست، ولا يستعمل: (آحاد) في موضع الواحد، فلا يقل: هو أحاد، أي واحد وإنما يقال: جاءوا آحادا، أي
واحدا واحدا؛ وكذلك سداس.
ثانيها: أن هذا البناء - كما هو المشهور في لغة العرب لا يتجاوز الأربعة، نحو: أحاد وثنى وثلاث
ورباع، فاستعمال سداس إلى عشار، خطاء.
ثالثها.
في تصغير ليلة على (لييلية)، وإنما صغرتها العرب على (لييلية) بزيادة (الياء) على غير القياس.
وقد يستشكل في البيت - أيضا - أنه جمع بين متنافرين:
استطالة الليلة، وتصغيرها.
وقد يجاب عن ذلك بأن: ربما يجئ التصغير للتطعيم، كقوله:
دويهيه تصفر منها الأنامل.
تحسين المطلع:
وهذا مما سيق التنبيه عليه من أن الشاعر يجب عليه أن لا يغفل عن تحسين المطلع، فأنه أول ما
يقرع السمع ويتلقاه الفهم ويصافحه الذهن، فحقه عذوبة اللفظ، وحسن السبك. وبراعة المعنى،
وفصاحة الكلمات، فإذا كان الأمر فيه بالضد أعرض عنه القلب ونفرت عنه النفس ....
ولأبي الطيب مطالع غير هذا مستبشعة، لا يرفع السمع إليها حجابه، ولا يفتح القلب لها بابه، من
جملتها قوله (منسرح - قافية المتواتر):
صفحة ٥٣