============================================================
التمهيد فى أصول الدين بتتاوله التلف والهلك بأسرع مدة وهو السموم القاتلة، وليس فى قوى.
العقول الوقوف على طبائعها والاطلاع على ما فيها من المصالح وللمفاسد، فلو لم يرد البيان ممن هو العالم بحقائقها لننتفع بما فيه المنفعة ونجتتب ما(1) فيه المضرة لم يكن لخلق كل جوهر من ذلك على ما خلقه عليه من المنفعة وللمضرة حكمة.
ولما أمكن للخلق الوصول إلى ما هو الملوق سبيبا لبقائهم وللتمييز ما بينه وبين ما فى الإقدام على تتاوله عطبهم وهلكهم، والعقل لا يطلق للتجربة بتفسه مع ما فيه من خطر والهلاك فلابد من بيان يزد ممن له العلم بذلك؛ لئلا يؤدى الامتتاع عن اللبيان إلى فناء أبدان الممتحنين من غير تعلق عاقبة حميدة بتخليقهم لما فيه من تخليق الظق الفناء خاصة وهو خارج عن قضية الحكمة، يحققه أن للبشر لو أمكنهم الوصول إلى ذلك بما لهم من العقول لفعلوا(2)، ثم كل منهم جبل على حب البقاء وطلب ما يحصل له به الدوام، فلو لم يشرع للحكيم شرعا ولم يضع أسبابا يكون المختص بها مختصا بما لها من الأحكام، وينقطع عن الأعيان طمع من لم يقر بالاختصاص بسبب تملكه؛ لتسارع كل إلى ما يميل إليه طبعه ويعرف فيه بقاؤه ويرجو الاستمتاع به، وفى ذلك وقوع المنازعة والعداوة وذلك بسبب تولد الضغائن والأحقاد، وكل ذلك مما يحمل على التقاتل والتفانى، وفيه فناء الخلق وانقطاع نسل البشر وارتفاع (1) فى المخطوط (عما) وهو سهو من الناسخ.
(2) نيادة لتمام المعضى غير موجودة بالمخطوط
صفحة ٧١