============================================================
التمهيد لى أصول الدين
فصل فى وعيد فساق المسملين اختلف للناس فى العصاة من أهل القبلة فى أسمائهم وأحكامهم، فزعم جمهور الخوارج أن كل من عصى صغيرة كانت المعصية أو كبيرة، فاسمه الكافر لا المؤمن، وحكمه أنه يخلد فى النار فى الآخرة. لما اللحكم فلقوله تعالى: (ومن يغص الله ورسوله ويتعد حذوده بنخله نارا خالاافيها) [النساء:14]، والننوب كلها فى تحقيق اسم العصيان واحد، فاما الاسم فلقوله تعالى: (واتقوا الثار اللتي أعنت للتافرين) [ال عمران:131]، لما كان النار معدة(1) للكافرين، فكل من أو عذ بها فهسو كافر، وقوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأوتنك هم الكسافرون) [المائدة:44]، والمعتزلة يقولون: إن كانت المعصية كبيرة فاسم مقترفها الفاسق، لا المؤمن ولا الكافر، فيخرج بها صاحبها عن الإيمان ولا يدخل فى الكفر، فيكون له منزلة بين منزلتين، لما أن الناس اختلفوا فيه، منهم من قال: الته مؤمن بما معه من التصديق، وقاسق بما اقترف من الذنب، وهو قول الجماعة(2)، ومنهم من قال: إنه كافر وهو فاسق، وهو قول الخوارج، ومنهم من قال: إنه متافق وهو فاسق، وهو قول الحسن (1) فى للمفطوط (معتدة) وللصواب المثبت.
(2) وهذا قول الأشاعرة اهل للسنة وللجماعة.
صفحة ١٣٥