============================================================
12 التمهيد فى أصول الدين فصل فى إثبات عذاب القبر للكافرين ولبعض العصاة من المؤميين، والإنعام لأهل الطاعة فى القبر لوسؤال منكر وتكير ثابت لورود الدلائل السمعية فى ذلك من قوله تعالى: (النار يغرضون عليها غدوا وعشيا) [غافر: 46] وليس ذلك إلا عذاب القبر، وقال الله تعالى فى قوم نوح عليه السلام: (أغرقوا فأثظوا نارا) أنوح:25]، وللفاء للترتيب والتعقيب بلا تراخ، فيكون ذلاك فى الدنيا. والمروى عنه أنه مر بقبرين جديدين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذيان بكبير، أما أحدهما: فإنه كان لا يستتزه من البول، والأخر: كان يمشى بالنميمة،(1) والخبر المعروف فى الملكين اللذين يسألان الميت ومعهما مرزبتان، وقول عمر - رضى الله عنه - على إثر ذلاى: أو يكون معى عقلى ؟ قال: ابلى" قال: يا رسول الله فإذا أكتفاهما.(2) والدعاء المتوارث فى الأمة من غير نكير، وقوله: توقنا عذاب القبر، واعذاب النار، ولا معنى لإنكار جهم(2)، وبعض المعتزلة (1) أخرجه البخارى ومسلم فى صيميهما.
(2) لخرجه الحكيم الترمذى فى تولدر الأصول من حديث عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنها، وفيه: "لكفيهما، والمثيت الصيح.
(2) جهم: هو ابن صفوان، ظهرت بدعته بترمذ، وقتله مسلم بن آخوز للمازنى بمرو فى آخر ملك بنى آمية، وافق للمعتزلة فى نفى الصفات الازرلية، وزاد عليهم أشياء، وهو من الجبرية الخالصة. لتظر "اللمال والتحل".
صفحة ١٣٣