80

============================================================

النسهيد شح معالمر العدل والنوحيل الخامس إن إسناد العقل إلى الوجوب والفلك إلى الإمكان ليس بأولى من العكس، وحينئذ يبطل قولهم بتخصيص تأثير الوجوب في العقل والإمكان في الفلك، لا يقال: إن الوجوب أشرف من الإمكان والعقل أشرف من الفلك، فلا جرم جعلنا أشرف الجهات مبدا لأشرف المعلولات. قلنا: القضايا العقلية والمباحث العلمية لا تنبني على الشرف والخسة، ولا يليق بها ولا ينبغي أن تكون مقررة عليها، فهذا ما أردنا أن نذكره عليهم في هذه المسألة.

الفصل الثاني في الرد على الصابثة اعلم أنهم يقولون: إن هذه الأفلاك أحياء ناطقة وهي المدبرة للعالم السفلي والمحدثة للأمور الحادثة فيه ويجب علينا عبادتها وهي تعبد الله تعالى؛ لأن الله تعالى أجل من أن يكون معبودا لنا، ولم أقف على حقيقة مذهبهم في ذات الله تعالى هل هو موجب بالذات أو فاعل بالاختيار، فإن كان موجبا بالذات فهو عين مذهب الفلاسفة، وقد مر الكلام عليهم وقد حكى بعض أصحاب المقالات عنهم القول بحدوث العالم وأن له صانعا قديما مختارا وأنه فوض تدبيره إلى هذه الكواكب وهي حية. ومن أهل المقالات من جعلهم فرقة من النصارى، والأولى أنهم فرقة تخالفها لأن آراءهم في الإلهيات تخالف آراء النصارى.

والكلام عليهم في أمور ثلاثة: بطلان قدم هذه الكواكب. وبطلان كونها حية. وبطلان إسناد هذه الحوادث إلى حركتها اما الأول وهو بطلان قدمها فلوجوه: أاما أولا فيما قررناه في حدوث العالم من مقارنة الكون لكل حجم، فلا معنى لإعادته.

صفحة ٨٠