============================================================
السهيد شح معالمر العدل والنوحيل الفرقة الأولى تسمى باللاإدرية، وهم الذين لا يقرون بنفي شيء ولا بثبوته، بل يتوقفون في كل الأقسام.
الفرقة الثانية تسمى العنادية، وهم الذين يعاندون فيقولون: نقطع بألا موجود أصلا.
الفرقة الثالثة تسمى بالعندية، وهم الذين يقولون بأن حقائق الأشياء تابعة للاعتقادات ال وليس لها في أنفسها حقيقة، فمن اعتقد في العالم أنه قديم كان قديما في حقه، ومن اعتقده محدثا فهو كما اعتقده، ولهم شبه ركيكة.
الأولى قالوا: الاعتماد على المحسوسات، فيجب ألا نعتمد على البديهيات. بيان أنه لا اعتماد على المحسوسات أن العلم الضروري حاصل بأن زيد المشاهد في أول النهار هو المشاهد في آخره، مع الاتفاق على أن الله تعالى يجوز أن يكون قد خلق شخصا مثل زيد في جميع الوجوه، ومع هذا التجويز لا يكون ذلك العلم صحيحا، فإذا بطل الاعتماد على المحسوس بطل الاعتماد على البديهي؛ لأنهما في الظهور على سواء.
الثانية: إن النائم يشاهد صورة يقطع بها ويتحقق وجودها حال نومه ثم يظهر له من بعد أن الذي شاهده في الحالة الأولى كان خيالا باطلا، فإذا جاز ذلك جاز أن يكون الذي شاهده في اليقظة أيضا خيالا باطلا لا حقيقة له.
الثالثة قالوا: إنا نجد الصفراوى(1) يدرك السكر في فمه مرا وغير الصفراوي يجده حلوا كما هو، وهذا يدل على أن الحقائق تابعة للادراكات وليس لها حقيقة في نفسها.
والجواب أن العلماء مختلفون في صحة مناظرتهم، فالمحققون على أنه لا معنى لمناظرتهم لأمور: - هو إما نسبة إلى الصفر وهو داء يصيب المعدة يضفر له وجه الإنسان والذي ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صفر1، أو هو نسبة إلى الصفار بمعنى الجوع القاموس المحيط مادة صفر.
صفحة ٤٤