182

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والنوحيل فهذا التسلسل، وإن كان لا آخر له لكن له أول، فلم قلتم أن التسلسل على هذا الوجه محال.

القول في كونه تعالى حيا وفيه مسألتان: المسألة الأولى في الدلالة على أنه تعالى حي واعلم أن الحي هو الذي لا يستحيل أن يقدر ويعلم. وإلى هذا ذهب الشيخ أبو الحسين ال وأصحابه وهو قول أبي هاشم أولا ثم قال آخرا: إن الحي هو المختص بصفة لكونه عليها صح أن يقدر ويعلم. ويعني بهذه الصحة نفي الاستحالة.

واختلف المتكلمون في مستند هذه الصحة التي هي نفي الاستحالة. فذهب الشيخ أبو الحسين وأصحابه إلى أن مستندها في الغائب هي الذات المخصوصة المتميزة بحقيقتها عن سائر الذوات، ومستندها في الشاهد هو البنية المخصوصة، فمن يصح آن يقدر ويعلم مفارق لمن يستحيل عليه ذلك بالبنية.

وأما أبو هاشم وأصحابه فذهبوا إلى أن مستند هذه الصحة شاهدا وغائبا إنما هو حالة محققة هي كونه حيا. وقرروا ذلك في الشاهد، وقالوا: إذا ثبت في الشاهد ثبت في الغائب؛ لأن دلالة الدليل على مدلوله لذاته وحقيقته فيجب أن لا تختلف دلالته أينما حصل.

واحتجوا على إثبات هذه الحالة بطريق المفارقة، وقد قدمناها وذكرنا ما عليهم فيها.

والدليل على كونه تعالى حيا هو أنه لا يستحيل أن يقدر ويعلم، فيجب أن يكون حيا، أما أنه لا يستحيل أن يقدر ويعلم؛ فلأنا قد دللنا على ثبوت قادريته وعالميته، ولو كانتا

صفحة ١٨٢