تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل
محقق
عماد الدين أحمد حيدر
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
مكان النشر
لبنان
فِي قَوْله أَنا ظلام لِأَنَّهُ لَيْسَ بظلام وَهَذَا نقض قَوْلكُم وَإِن قَالُوا من أشخاص الظلام قيل لَهُم
فقد صدق فِي قَوْله أَنا ظلام وَوجد الصدْق وَالْكذب من جَوْهَر وَاحِد وَإِن جَازَ ذَلِك جَازَ وُقُوع الْخَيْر وَالشَّر وَالْعدْل والجور والتبريد والتسخين من جَوْهَر وَاحِد وَهَذَا ترك دينهم فَإِن قَالَ مِنْهُم قَائِل قد وَقع الصدْق وَالْكذب من جَوْهَر الظلام وهما شران قيل لَهُم مَا أنكرتم من أَن يَقع مِنْهُ الْجور وَالْعدْل والإيلام والإلذاد وَيكون شرا كُله فَإِن قَالُوا لَا يجوز أَن يكون من الْعدْل والإلذاذ شَرّ قيل لَهُم وَلَا يجوز أَن يكون من الصدْق شَرّ
وَيُقَال لَهُم أَيْضا اعْمَلُوا على أَن الصدْق وَالْكذب الواقعين من الظلام شَرّ أَلَيْسَ أَحدهمَا خَبرا عَن الشَّيْء على مَا هُوَ بِهِ وَالْآخر خبر عَنهُ على خلاف مَا هُوَ بِهِ فَمَا أنكرتم أَن يَقع الْعدْل والجور من جَوْهَر وَاحِد مَعَ اخْتِلَافهمَا
وَإِن قَالَ من الديصانية قَائِل إِن الظلام لَيْسَ بصادق فِي قَوْله أَنا ظلام لِأَنَّهُ غير عَالم بقوله وَمَا كَانَ مِنْهُ والصدق مقرون بِالْقَصْدِ إِلَيْهِ وَالْعلم بِهِ قيل لَهُ لم قلت ذَلِك ثمَّ يُقَال أفليس هُوَ مَعَ مَا وصفت خَبرا عَن الشَّيْء على مَا هُوَ بِهِ وَقد يُوجد أَيْضا من الظلام الْخَبَر عَن الشَّيْء على خلاف مَا هُوَ بِهِ فَمَا أنْكرت من جَوَاز وُقُوع الْعدْل والجور جَمِيعًا من الظلام وَلَا فصل فِي ذَلِك
1 / 86