التمام في تفسير أشعار هذيل مما اغفله ابو سعيد السكري

ابن جني ت. 392 هجري
24

التمام في تفسير أشعار هذيل مما اغفله ابو سعيد السكري

محقق

أحمد ناجي القيسي - خديجة عبد الرازق الحديثي - أحمد مطلوب

الناشر

مطبعة العاني

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٨١هـ - ١٩٦٢م

مكان النشر

بغداد

أي بالفقراء. قال " والسلف " ضرب من الحيات خبيث، ويقال انه الشجاع. ينبغي أن يكون تسميتهم الحية سفًا من قولهم: " أسفَّ الطائرُ " إذا دنا من الأرض في طيرانه وذلك لمباشرة الحية الأرض بطنه، وليس يبعد جسمه من الأرض بُعْدَ ما يمشي على رجليه. فان قلت: كيف خص بهذا الاسم بعض الحياة دون بعض وهو معنى شائع في جميعها؟ قيل هذا لا يلزم في طريق الاشتقاق، ألا ترى انهم يقولون أن القارورة إنما سميت بذلك لاستقرار الماء فيها. وليس يلزم من هذا أن يقال لكل ما استقر فيه شيء قارورة، ألا ترى انه لو لزم ذلك لوجب أن تسمى البئر قارورة لاستقرار الماء فيها، وان يسمى الصندوق قارورة لاستقرار المال فيه أو المتاع فيه، وان يسمى البحر قارورة لاستقرار الماء فيه. وكان اللبس يعظم والبلاء يتسع ويشمل. وفيها: فقُلْتُ لهذا الدَّهْرِ انْ كُنْتَ تاركي ... بخيرٍ فَدَعْ عَمْرًا واخوَتَه معا يحتمل هذا أمرين: أحدهما أن يكون أراد " تاركي بخير تريده بي " كما تقول " ضربته لشر " و" أحسنت إليه لخير ". والآخر أن يكون مقلوبا أي إن كنت تاركا لي خيرا كقولك: تاركا شيئا خيارا جيدا فدع لي فلانا وفلانا.

1 / 36