============================================================
الفن الأول م المعابن والايجاز ضربان: ايجاز القصر: وهو ما ليس بحذف نحو: ولكم في القصاص حياة (البقرة: 179)؛ فإن معناه كثير ولفظه يسير، ولا حذف فيه، وفضله على ما كان عندهم أوجز كلام في هذا المعنى، وهو "القتل أنفى للقتل بقلة حروف ما يناظره منه، والنص على المطلوب، وما يفيده تنكير حياة من التعظيم؛ لمنعه عما كانوا عليه من قتل جماعة بواحد، أو النوعية، وهي الحاصلة للمقتول والقاتل بالارتداع واطراده وخلوه عن التكرار، واستغنائه عن تقدير محذوف والمطابقة.
وايجاز الحذف: وهو ما يكون بحذف شيع والمحذوف إما جزء جملة مضاف نحو: واسأل القرية} (يوسف:82)، أو موصوف نحو: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا فان معناه: وذلك لأن معناه أن الإنسان إذا علم أنه متى قتل قتل، كان ذلك داعيا له إلى أن لا يقدم على القتل، فارتفع بالقتل الذي هو القصاص كثير من قتل الناس بعضهم لبعض، وكان ارتفاع القتل حياة لهم.
ولا حذف فيه: أي مما يودى به أصل المراد. وفضله: أي: ولكم في القصاص حياة (البقرة: 179).
ما يناظره: أي اللفظ الذي يناظر قولهم: القتل آنفى للقتل، منه أي من ولكم في القصاص حياة} (البقرة: 179) وما يناظره منه قوله تعالى: في القصاص حياة (البقرة: 179)، لأن الكم1 زاتد على معنى قولهم: "القتل أنفى للقتل"، فحروف "في القصاص حيوة" مع التنوين أحد عشر، وحروف "القتل أنفى للقتل" أربعة عشر، أعنى الحروف الملفوظة؛ إذ الإيجاز يتعلق بالعبارة لا بالكتابة. المطلوب: الأصلى وهو الحياة ونفي القتل إنما يراد لحصول الحياة، والتنصيص على الغرض الأصلى أولى من التنصيص على غيره:، أو التوعية: اي لكم في القصاص نوع من الحياة. واطراده: أي ليكون ولكم في القصاص حياة مطردا؟
اذ الاقتصاص مطلقا سبب للحياة، بخلاف القتل، فإنه قد يكون أنفى للقتل كالذي على وحه القصاص، وقد يكون أدعى له كالقتل ظلما. عن التكرار: بخلاف قولهم، فإن فيه تكرارا. عن تقدير: بخلاف قولهم، فإن تقديره: القتل آنفى للقتل من تركه. والمطابقة: أي باشتماله على صنعة المطابقة، وهى الجمع بين معنين متقابلين في الجملة، كالقصاص والحياة. أنا ابن جلا: [اي ركاب الصعاب الأمور.] جلا4 فعل ماض إما لازم بمعنى ظهر1، أو متعد بمعنى كشف الأمور وحرها.
صفحة ٧٤