يحقق هذا الأمر أن التوسل به والتوجه به لفظ فيه إجمال واشتراك بحسب الاصطلاح فمعناه في لغة الصحابة أن يطلب منه الدعاء والشفاعة فيكونون متوسلين ومتوجهين بدعائه وشفاعته ودعاؤه وشفاعته من أعظم الوسائل عند الله
وأما في لغة كثير من الناس فمعناه أن يسأل الله بذلك ويقسم عليه بذلك والله تعالى لا يقسم عليه بشيء من المخلوقات بلالا يقسم بها بحال فلا يقال أقسمت عليك يا رب بملائكتك ولا بكعبتك ولا بأنبيائك ولا بعبادك الصالحين كما لا يجوز أن يقسم الرجل بهذه الأشياء
وما يذكره بعض العامة من قوله ويروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت لكم إلى الله حاجة فسلوه بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم حديث باطل لم يروه أحد من أهل العلم ولا هو في شيء من كتب الحديث وإنما المشروع الصلاة عليه في كل دعاء ومن دعا غيره كفر
صفحة ١٣٠