وأما إذا توسلنا إليهم بنفس ذواتهم لم يكن في نفس ذواتهم سبب يقتضي إجابة دعائنا ولهذا لم يكن هذا منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلا صحيحا ولا متواترا ولا مشهورا عن السلف ونحن إنما ننتفع باتباعنا لهم ومحبتنا لهم وهم لهم عند الله من الدرجات والمنازل أمر يعود نفعه إليهم فإذا توسلنا إلى الله بإيماننا بنبينا ومحبته وموالاته واتباع سنته فهو من أعظم الوسائل فالتوسل به من غير متابعة له في الأعمال لا يجوز أن يكون وسيلة فإن المتوسل بالمخلوق إذا لم يتوسل لا بما من المتوسل به ولا بما منه فبأي شيء يتوسل ولا يجوز أن يقسم على الله بغيره من المخلوقات أصلا
صفحة ١٢١