والأنبياء لا ينقص عند الله جاههم بموتهم بل هم في مزيد من كرامة الله وإحسانه إليهم ورفع الدرجات لهم عند الله وليس في هذا ما يوجب أن نطلب منهم الحاجات بعد الموت كما كانت تطلب منهم في الحياة ولا أن يؤمروا وينهوا ذلك إذ قد علم بالاضطرار انقطاع هذا الحكم عن جميع الأموات فيظن هؤلاء الجهال الضلال أن مسألتهم والطلب منهم هو من باب رفع قدرهم وكذبوا ليس الأمر كذلك وإنما ذلك من باب التكليف لهم وهم يثابون على ذلك والمكلف لهم المؤذي يتضرر بذلك ويعذب به وإذا طلب سائلهم منهم حاجته لم يكن ذلك سبب جاههم فإن ذلك يطلب ممن لا جاه له عند الله بل قد يطلب بعض المطالب من الكفار والفجار وكل من يرجون منه أن يقضي حاجتهم سألوه واستغاثوا به سواء كان ذلك السؤال جائزا في الشرع أو لم يكن
وخواص أصحابه لم يكونوا يسألونه شيئا من ذلك والمؤمنون منهم يسألونه عند الحاجة والضرورة
صفحة ٢٣٠