وقد اتفق المسلمون على أنه ليس لأحد أن يعبد الله بما سنح له وأحبه ورآه بل لا يعبده إلا بالعبادة الشرعية وقد قال فضيل بن عياض في قوله تعالى
﴿ليبلوكم أيكم أحسن عملا﴾
قال أخلصه وأصوبه قيل ما أخلصه وأصوبه قال إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة
وقال أبو بكر بن عياش لما قيل له إن بالمسجد أقواما يجلسون ويجلس إليهم الناس فقال من جلس للناس جلس إليه ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم لأنهم أحيوا بعض ما جاء به الرسول فكان لهم نصيب من قوله تعالى
﴿ورفعنا لك ذكرك﴾
و أهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم لأنهم شانوا بعض ما جاء به الرسول فبترهم الله فكان لهم نصيب من قوله تعالى
﴿إن شانئك هو الأبتر﴾
ولهذا كانت أصول الإسلام كما قال الإمام أحمد وغيره تدور على ثلاثة أحاديث
قوله الحلال بين والحرام بين
وقوله إنما الأعمال بالنيات
صفحة ١٧٥