التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير

ابن حجر العسقلاني ت. 852 هجري
110

التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير

محقق

أبو عاصم حسن بن عباس بن قطب

الناشر

مؤسسة قرطبة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هجري

مكان النشر

مصر

قُلْت: كَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ، وَرَوَاهُ الْخَطِيبُ فِي كِتَابِ الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ، فِي تَرْجَمَةِ يَحْيَى بْنِ ثَابِتٍ عَنْهُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَسْوِكَتُهُمْ خَلْفَ آذَانِهِمْ، يَسْتَنُّونَ بِهَا لِكُلِّ صَلَاةٍ. وَمِنْهَا: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: «السِّوَاكُ يُذْهِبُ الْبَلْغَمَ، وَيُفْرِحُ الْمَلَائِكَةَ، وَيُوَافِقُ السُّنَّةَ» رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ. (فَائِدَةٌ) ذَكَرَ الْقُشَيْرِيُّ بِلَا إسْنَادٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ فَلَا تَغْفُلُوهُ، فَإِنَّ فِي السِّوَاكِ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ خَصْلَةً، أَفْضَلُهَا أَنْ يُرْضِيَ الرَّحْمَنَ، وَيُصِيبَ السُّنَّةَ، وَيُضَاعِفَ صَلَاتَهُ سَبْعًا وَسَبْعِينَ ضِعْفًا، وَيُوَرِّثُهُ السَّعَةَ وَالْغِنَى، وَيُطَيِّبَ النَّكْهَةَ، وَيَشُدَّ اللِّثَةَ، وَيُسَكِّنَ الصُّدَاعَ، وَيُذْهِبَ وَجَعَ الضِّرْسِ، وَتُصَافِحَهُ الْمَلَائِكَةُ لِنُورِ وَجْهِهِ وَبَرْقِ أَسْنَانِهِ. وَذَكَرَ بَقِيَّتَهَا. وَلَا أَصْلَ لَهُ، لَا مِنْ طَرِيقِ صَحِيحٍ، وَلَا ضَعِيفٍ. [فَصْلٌ مَا يُسْتَاكُ بِهِ وَمَا لَا يُسْتَاكُ بِهِ] : فَصْلٌ فِيمَا يُسْتَاكُ بِهِ، وَمَا لَا يُسْتَاكُ بِهِ قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: وَجَدْت بِخَطِّ أَبِي مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيِّ الْحَافِظِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، فَذَكَرَ حَدِيثًا يَعْنِي مِنْ الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ بِإِسْنَادِهِ إلَى أَبِي خَيْرَةَ الصُّبَاحِيِّ، أَنَّهُ «كَانَ فِي الْوَفْدِ - وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ - الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَأَمَرَ لَنَا بِأَرَاكٍ، وَقَالَ: اسْتَاكُوا بِهَذَا» . قَالَ ابْنُ مَاكُولَا - يَعْنِي فِي الْإِكْمَالِ: لَيْسَ يُرْوَى لِأَبِي خَيْرَةَ هَذَا غَيْرُهُ، وَلَا رَوَى مِنْ قَبِيلَةِ صُبَاحٍ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ غَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مُسْتَنَدُ قَوْلِ صَاحِبِ الْإِيضَاحِ وَالْحَاوِي، وَالتَّنْبِيهِ، حَيْثُ اسْتَحَبُّوهُ. قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ فِيهِ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ. قُلْت: قَدْ اسْتَدَلَّ بِهِ صَاحِبُ الْحَاوِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي خَيْرَةَ بِلَفْظٍ آخَرَ، وَهُوَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَاكُ بِالْأَرَاكِ، فَإِنْ تَعَذَّرَ عَلَيْهِ اسْتَاكَ

1 / 119