أهل أدفو عن يقين … أهل معروف وعفه
الصّفىّ جار عليهم … راح مرجوما بشقفه
وفيها أقول أنا (^١):
لله أيام بأدفو قد مضت … بين الرّياض أجيل فيها النّاظرا
أنّى اتّجهت رأيت ماء جاريا … أجلو الهموم به وزهرا ناضرا/
وأشمّ من ريحانها وزهورها (^٢) … مسكا يفوح لنا ونشرا عاطرا (^٣)
وبمائها وثمارها ولحومها … مثل غدا بين البريّة سائرا
لا أقفرت تلك الربوع ولا عفا … مغنى بها بالجود أصبح عامرا
وكان بها بنو نوفل: أهل مكارم ورياسه، وجلالة ونفاسه، ومناصب حكميّه، وصفات مرضيّه، ولولا أنّهم أهلى لشرحت فضلهم، وذكرت نبلهم.
وبها نخيل كثيرة، وأشجار غزيرة، ولحم غنمها أطيب لحوم الإقليم، وبها براب (^٤) فى غاية [العجب و] الارتفاع، بها صور مختلفة، وأشكال متنوّعة، وكتابة بالقلم البربائيّ، ولمّا كان بعد سنة سبعمائة، حفر صنّاع الطّوب آبارا لأجل ذلك، فظهرت صورة شخص من حجر، شكل امرأة متربّعة على كرسىّ، وعليها مثال
_________
(^١) هذه الأبيات للكمال الأدفوى كما هو واضح من النص، وقد خلط ابن دقماق كعادته، فنسبها إلى علاء الدين الأسفونى، وأسقط بيتى الأسفونى السابقين؛ انظر: الانتصار ٥/ ٢٩.
(^٢) حقها: الأزهار؛ فالزهور هنا خطأ، ومع أنها القياس إلا أنها لم ترد إلا مصدرا للفعل زهر، وفى القاموس: «زهر السراج والقمر والوجه كمنع زهورا تلألأ كازدهر»؛ القاموس ٢/ ٤٣.
(^٣) وعاطر هنا خطأ أيضا؛ فالعاطر محب العطر، وحقها عطر، انظر: القاموس ٢/ ٩١.
(^٤) فى ز «وبها برباتين» وهو خطأ وتحريف، والبرابي جمع برباة أو بربا، ويقول ياقوت إنها كلمة قبطية لأبنية قديمة أثرية، ذات تماثيل وصور وكتابات؛ انظر فيما يتعلق بالبرابى: مروج الذهب ١/ ١٧٢، والإفادة والاعتبار لعبد اللطيف البغدادى/ ٤١، ونخبة الدهر/ ٣٥، ومسالك الأبصار ١/ ٢٣٩، ورحلة ابن بطوطة ١/ ٢٢، وصبح الأعشى ٣/ ٣٢٢، وخطط المقريزى ١/ ٣٠، وحسن المحاضرة ١/ ٣١، وانظر فيما يتعلق ببرباة أدفو: الخطط الجديدة ٨/ ٤٤.
1 / 36