كبير من بيت واحد، مؤرخ بما بعد العشرين وستمائة (^١).
وكان بها بنو الكنز (^٢)، أمراء أصائل من ربيعة، أهل فتوّة ومكارم، ممدوحون مقصودون من البلاد الشاسعة والأماكن المتباعدة، صنع لهم الفاضل السّديد أبو الحسن علىّ (^٣) بن عرّام سيرة، وذكر مناقبهم وحالهم، وجمع أسماء من مدحهم [من أهل الثّغر] ومن ورد (^٤) عليهم، وأدركنا منهم فخر الدّين مالكا، وابن أخيه نجم الدّين عمر، كانا مشهورين بالمكارم والإحسان.
واتفق أنّ الأمير [حسام الدّين] طرنطاى (^٥)، نائب السلطنة [المعظّمة] إذ ذاك، طلب نجم الدّين ليصادره (^٦)، فقال له: والله ما أعطيك حبّة، وحبسه بالقلعة مدّة، فرتّب لكلّ محبوس رغيفين وزبديّة فى كلّ يوم، ولم يجد بالمكان سقاية،
_________
(^١) انظر: المقريزى الخطط ١/ ١٩٨.
(^٢) فى ا: «وكان به بنو الكنز» وفى ج «أبو الكنز» وهو تحريف، وبنو الكنز: بطن من ربيعة بن نزار، وكانوا ينزلون اليمامة، وقدموا مصر فى خلافه المتوكل على الله العباسى حوالى عام ٢٤٠ هـ فى عدد كثير ونزلت طائفة منهم بأعالى الصعيد، انظر: معجم قبائل العرب/ ١٠٠٠ حيث ينقل عن المقريزى: البيان والإعراب.
(^٣) هو على بن أحمد بن عرام الشاعر، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(^٤) انظر أيضا: ابن دقماق: الانتصار ٥/ ٣٤، والمقريزى: الخطط ١/ ١٩٨.
(^٥) فى ا وج: «طوطائى» وسقط منهما «حسام الدين»، وفى بقية الأصول: «طرطاى».
وهو حسام الدين طرنطاى بن عبد الله المنصورى، رباه الملك المنصور قلاوون صغيرا، ورقاه إلى أن تقلد المنصور سلطنة مصر، فجعله نائب السلطنة، بدلا من الأمير عزّ الدين أيبك الصالحى.
وكان مصرع حسام الدين عام ٦٨٩ هـ؛ انظر فيما يتعلق بأخباره: مختصر أبى الفداء ٤/ ٢٤، ودول الإسلام ٢/ ١٤٤، وتتمة ابن الوردى ٢/ ٢٣٥، والبداية ١٣/ ٣١٨، وخطط المقريزى ٢/ ٣٨٦، والسلوك ١/ ٧٥٧، والنجوم ٧/ ٣٨٣، وابن إياس ١/ ١٢٢، والخطط الجديدة ٦/ ٦، ومعجم زانباور/ ٤٧.
(^٦) يحدثنا المقريزى أن حسام الدين طرنطاى سار إلى الصعيد ومعه عسكر كبير، وأنه قتل جماعة من العربان، وحرق كثيرا منهم بالنار، وأخذ خيولا كثيرة وسلاحا ورهائن من أكابرهم، وعاد إلى القاهرة ومعه مائة ألف رأس من الغنم، وألف ومائتا فرس، وألف جمل، وسلاح لا يقع عليه حصر، انظر: السلوك ١/ ٧٥١.
1 / 30