ثمّ «أدفو (^١)» بدال مهملة، وبعض المتكلمين على البلاد يجعلها بالتاء المنقوطة بنقطتين من فوق (^٢)، وبعضهم يجعلها بالذّال المعجمة، وسنبيّن فساده فى ترجمة أبى بكر محمد الأدفوىّ- ولها قرى كثيرة من البرّ الغربىّ والبرّ الشرقىّ، وأرض متسعة وجزائر، ومسافتها [فى الطّول] يوم وربع يوم، ثمّ يليها «بمبان (^٣)» بباء موحدة وميم وباء موحّدة وألف ونون- ثمّ أراضى أسوان المتصلة بالنّوبة، وآخرها من قبلىّ «أبهر» الغربية.
وأمّا محاسن هذا الإقليم فإنّ ماءه أحسن المياه وأحلاها وأشدّها بياضا؛ قال ابن حوقل فى كتابه المسمّى ب «الممالك والمسالك (^٤)»:
_________
- «الإستانى: بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفى آخرها النون، هذه النسبة إلى إستا، وهى قرية من قرى سمرقند، على ثلاثة فراسخ منها»، ثم عقب ابن الأثير عزّ الدين بقوله:
«قلت: فاته الأستانى، مثل ما قبله إلا أنه بضم الهمزة، وهو نسبة إلى أستان من قرى بغداد»، انظر: اللباب ١/ ٤٠.
(^١) ذكرها ابن مماتى فى الأعمال القوصية، انظر: القوانين/ ١٠٨، وضبطها ياقوت بضم الهمزة وسكون الدال وضم الفاء وسكون الواو؛ انظر: المعجم ١/ ١٢٦، والمشترك وضعا/ ١٧، وانظر أيضا: التحفة السنية/ ١٩١، ويقول ابن دقماق: «وأهلها معروفون بالعفة (فى الأصل بالفقه وهو تحريف)، مشهورون بالفضل والصدق والتحرز فى الأقوال، وإكرام الوارد وإغاثة الملهوف»؛ انظر: الانتصار ٥/ ٢٩، وانظر أيضا: خطط المقريزى ١/ ٢٣٧، والخطط الجديدة ٨/ ٤٤ حيث يحدثنا على مبارك عن المدينة حديثا طويلا، ويصف معبدها وصفا مسهبا، وانظر كذلك القاموس الجغرافى ٤/ ٢١١، وقاموس بوانه/ ٧٦، وما كتبه «جراف Graffe «فى دائرة المعارف الإسلامية ١/ ٥٥٢، ومجدى فى رحلته/ ١٧٣، والعاملى فى أعيان الشيعة ١/ ٥١٥.
(^٢) قال ياقوت: «ويقال: أتفو بالتاء المثناة»؛ انظر: معجم البلدان ١/ ١٢٦.
(^٣) انظر القاموس الجغرافى ٤/ ٢٢١.
(^٤) هو «المسالك والممالك والمفاوز والمهالك» لأبى القاسم محمد بن على البغدادى الموصلى المعروف بابن حوقل التاجر الرحالة، من أهل المائة الرابعة، ولا نعرف كثيرا عن حياته، وأكبر الظن أنه درس مؤلفات الجغرافيين العرب السابقين كالجيهانى وابن خرداذبه وقدامة، ولعله التقى فى إحدى رحلاته بالإصطخرى، وتوفى بعد سنة ٣٦٧ هـ، وقد قام «دى غويه De Goeye «بطبع كتابه هذا فى مجموعة «المكتبة الجغرافية العربية» بليدن عام ١٨٧٣ م، ثم أعيد طبعه باسم «صورة الأرض» عام ١٩٣٨ م على مخطوطة جديدة مطولة، عثر عليها فى استانبول، انظر فيما يتعلق بابن حوقل: كشف الظنون/ ١٦٦٤، وما كتبه «أرندنك Arendonk «فى دائرة المعارف الإسلامية ١/ ١٤٥، وانظر أيضا: تاريخ آداب اللغة لزيدان ٢/ ٣٢٨، وهدية العارفين ٢/ ٤٣، وآثار الأدهار ١/ ١٩٧، واكتفاء القنوع/ ٤٩، وفهرس الدار الجديد ٦/ ٥٥، ومعجم سركيس/ ٩٠، والأعلام ٦/ ٣٤٤، ومعجم المؤلفين ١١/ ٥.
1 / 24